210

Al-Taʿlīqāt al-mukhtaṣara ʿalā matn al-ʿAqīda al-Ṭaḥāwiyya

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Publisher

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Genres

ونبغض من يبغضهم:
وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير:
وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان:
ونثبت الخلافة بعد رسول الله ﷺ: أولًا
ــ
من يبغض الصحابة فإنه يبغض الدين؛ لأنهم هم حملة الإسلام وأتباع المصطفى ﵊، فمن أبغضهم فقد أبغض الإسلام؛ فهذا دليل على أنه ليس في قلوب هؤلاء إيمان، وفيه دليل على أنهم لا يحبون الإسلام.
على ما سبق فلا يجوز الخوض فيما حصل بينهم؛ بل يجب الإمساك عن ذلك وأن لا يُذكروا إلا بخير.
هذا أصل عظيم يجب على المسلمين معرفته، وهو محبة الصحابة وتقديرهم؛ لأن ذلك من الإيمان، بغضهم أو بغض أحد منهم من الكفر والنفاق، ولأن حبهم من حب النبي ﷺ، وبغضهم من بغض النبي ﷺ.
لما فرغ مما يجب للصحابة من المحبة والولاء، وترك بغضهم وبغض من يبغضهم، وعدم التدخل فيما جرى بينهم، شرع في ذكر الخلافة بعد النبي ﷺ، وهي على النحو الذي ذكره؛ لأن النبي ﷺ قدم أبا بكر للصلاة في آخر حياته، وفي هذا إشارة إلى خلافته، ولذلك قال الصحابة لما بايعوه: (رضيك رسول الله ﷺ

1 / 232