266

Jamʿ al-Qurʾān – dirāsa taḥlīliyya li-riwāyātih

جمع القرآن - دراسة تحليلية لمروياته

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Publisher Location

بيروت

Genres

أصحاب تلك المصاحف لم ينقلوا عنهم قراءة تخالف ما يحتمله رسم المصحف الإمام الذي كتب في عهد عثمان ﵁، والذي حظي بإجماع الصحابة وتواتر ما فيه،
والذي جاء كاملا من غير زيادة ونقص فيه، وقد توسعنا بالحديث عن رسم المصحف الإمام في الفصل الأول من الرسالة «١».
يقول الدكتور عبد الله دراز: نظرا لغيرة المسلمين الأوائل وهم بطبيعة الحال أكثر تحمسا لكلام الله تعالى من خلفائهم يستحيل علينا أن نعلل قبول الكافة لمحصف عثمان دون منازعة أو معارضة بأنه راجع إلى انقياد غير متبصر من جانبهم. ولقد قرر المستشرق (نولدكه) في كتابه (تاريخ القرآن): أن ذلك يعد أقوى دليل على أن النص القرآني على أحسن صورة من الكمال والمطابقة «٢».
قال الآمدي «٣»: (إن المصاحف المشهورة في زمن الصحابة كانت مقروءة عليه ﷺ ومعروضة، وكان مصحف عثمان بن عفان ﵁ آخر ما عرض على النبي ﷺ وكان يصلي به إلى أن قبض) «٤»؛ ولأن زيد بن ثابت ﵁ كان قد قرأ العرضة الأخيرة على النبي ﷺ قبل انتقاله ﷺ إلى الرفيق الأعلى، وزيد بن ثابت كان عليه الاعتماد الأكثر من الكتاب في نسخ مصحف الإمام في زمن سيدنا عثمان ﵁.
أما فيما يتعلق بترتيب الآيات والسور، فقد ادعى لويس جارديه، والأب قنواني في كتابيهما (فلسفة الفكر الديني بين المسيحية والإسلام)، قالا: (إن

(١) ينظر: المطلب الثالث من المبحث الثاني في الفصل الأول من هذه الرسالة.
(٢) ينظر: المدخل إلى القرآن الكريم: ٣٩.
(٣) الآمدي: هو أبو الحسن علي بن أبي علي محمد بن سالم التغلبي الفقيه الأصولي المتكلم (ت ٦١٧). ينظر: تاريخ القرآن للزنجاني: ٣٩.
(٤) تاريخ القرآن للزنجاني: ٣٩؛ وينظر: المستشرقون والقرآن الكريم لمحمد بهاء الدين:
٢١٦.

1 / 277