Comparison of Commentaries on the Six Books of Hadith
مقارنة بين شروح كتب السنة الستة
Genres
غالبًا غالبًا، قد يقول إلى آخره، وحينئذ فلا يستغنى عن كتاب المازري، قد يقول إلى آخره، قال الإمام كذا .. إلى آخره، فالخلاف في مثل هذه يسير؛ لكن في مثل تأويل صفة الضحك، في قوله ﵊: «لا يزال يدعو» يعني آخر الناس دخولًا للجنة يقول في الحديث في صحيح مسلم: «لا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال: ادخل الجنة» قال الإمام: "الضحك من الله ﷾ محمول على إظهار الرضا والقبول، إذ هو في البشر علامة على ذلك، ويقال: ضحكت الأرض إذا ظهر نباتها، وفي بعض الحديث: «فيبعث الله سحابًا فيضحك أحسن الضحك» فجعل انجلاءه عن البرق ضحكًا على الاستعارة، كأنه تعالى لما أظهر له رحمته استعير له اسم الضحك مجازًا" هذا في الجزء الأول من إكمال المعلم صفحة (٥٥٨) قال القاضي: "الضحك في البشر أمر اختصوا به، وحالة تغير أوجبها سرور القلب فتنبسط له عروقه، فيجري الدم فيها، فيقبض إلى سائر عروق الجسد، فيثور لذلك حرارة يبسط لها الوجه ويضيق عنها الفم، فينفتح وهو التبسم، فإذا زاد السرور وتمادى ولم يضبط الإنسان نفسه واستخفه سروره قهقه، والمتغيرات وأوصاف الحدث منتفية عن الله تعالى، وجاءت الآثار الصحيحة بإضافة الضحك إليه، فحمل العلماء ذلك على الرضا بفعل عبده ومحبته للقائه وإظهار نعمه وفضله عليه وإيجادها له؛ وقد حملوه أيضًا على التجلي للعبد، وكشف الحجاب عن بصره حتى يراه، والضحك يعبر به عن الظهور ومنه:
. . . . . . . . . ... ضحك المشيب برأسه فبكى
هذا كلام المازري وتعقيب القاضي عياض، ومثله وقريب منه ما ذكره الأبي في شرحه، في الجزء الأول صفحة (٣٤١) ومثله السنوسي أيضًا في نفس الموضع، والنووي أيضًا في الجزء الثالث صفحة (٤٣) ومثله أيضًا تأويل الغضب عند الأبي في الأول صفحة (٣٦٣) وكذلك عند السنوسي، وغير ذلك، آيات الصفات لا سيما الفعلية أولها هؤلاء الشراح كلهم؛ لكن مثلما ذكرنا سابقًا أن هذه الشروح يستفاد منها على حذر، يعني تؤخذ الفائدة الكبرى التي توجد في هذه الكتب، ويحذر مما يخالف فيه المؤلف من عقائد.
(إكمال إكمال المعلم) للأُبي:
3 / 8