Common Mistakes in Contemporary Arabic Language among Writers and Broadcasters
أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين
Publisher
عالم الكتب
Genres
فهرس الموضوعات:
مقدمة ١٥- ١٧
الفصل الأول: مدخل وتمهيد ١٩- ٣٨
الدافع لتأليف الكتاب ١٩- اللغة المنطوقة تكشف من الأخطاء ما لا تكشفه اللغة المكتوبة ١٩- صعوبة اللغة العربية على غير المتخصصين ٢٠ - نماذج من أخطاء المشاهير ٢٠- نماذج من أخطاء المذيعين ٢١- الصحافة ونقد لغة المذيعين ٢٣ - من أخطاء الصحافة ٢٤- كيف نقلل من أخطاء الإعلام المسموع ٢٧- تسليم النشرة الإخبارية قبل قراءتها بفترة ٢٧- كتابة الأعداد بالحروف ٢٨- الارتقاء بلغة المندوبين والمراسلين والمعلقين ٢٩- التنبيه على المذيع بتصحيح خطئه٣١- السماح للمذيع بتحصيح الأخطاء الكتابية في النشرة ٢- استخدام لغة مبسطة في صياغة الخبر ٣٣- الاهتمام بمذيعي الربط ٣٣- الدورات التدريبية وضرورة أخذها مأخذ الجد ٣٤- إلزام المتحدثين من غير المذيعين بالتزام الفصحى ٣٤- الخطأ في نطق الأعلام ٣٥- الأعلام المشهورة ٣٥- أعلام يتأثر نطقها باللهجة المحلية ٣٦- أعلام ليست كثيرة الشيوع ٣٦- ترجمة بعض الأعلام الأجنبية ٣٨- الالتزام بنطق واحد للأعلام، وضرورة كتابتها بالحروف اللاتينية ٣٨.
1 / 7
الفصل الثاني: المآخذ الصوتية والنطقية ٣٩- ٥١
أنواع هذه المآخذ ٣٩- الاستخدام المعيب للوسائل الصوتية غير اللفظية ٤٠- أهمية هذه الوسائل ٤٠- السكتات والوقفات الخاطئة ٤١- الخطأ في تنغيم الجملة ٤١- نطق الأصوات نطقًا معيبًا ٤٢- الخلط بين الصوتين المجهور والمهموس ٤٢- الخلط بين الصوتين المرقق والمفخم ٤٣- الراء واللام ونطق لفظ الجلالة ٤٣- التأثر بالنطق العامي ٤٤- الخلط بين "ألـ" الشمسية و"ألـ" القمرية ٤٥- الخلط بين همزتي الوصل والقطع ٤٦- مواضع همزة الوصل ٤٧- تحويل همزة الوصل إلى همزة القطع والعكس ٤٧- ضبط الهمزة بالشكل ٤٨- السبق البصري أو اللساني أو الذهني ٤٨- إدخال بعض الأصوات الحشوية ٥٠- التخلص بالسكون من حركة الإعراب ٥٠.
الفصل الثالث: المآخذ الصرفية:
أخطاء التثنية ٥٣- تثنية المقصور ٥٣- استعمال كلا وكلتا ٥٤- تثنية أخ ٥٥- أخطاء الجمع ٥٦- أخطاء في ضبط عين فَعْلَة المجموعة جمع مؤنث سالمًا ٥٧- الخطأ في جمع المقصور أو الممدود جمع مؤنث سالمًا ٥٨- الخلط بين جمع التكسير وجمع المؤنث السالم ٥٩- الخلط بين المفرد وجمع المؤنث السالم ٦٠- أخطاء جمع المفرد جمع تكسير ٦٠- جمع ما قبل آخره مد ٦١-
1 / 8
جمع أَفْعَل على فُعَلاء ٦١- الخطأ في جمع المقصور جمع مذكر سالمًا ٦٢- جموع أخرى خاطئة وفيات- وديان - أكفاء ٦٢- تدريبات على التثنية والجمع ٦٣- أخطاء النسب وتجوزاته ٦٦- بيضاوي ٦٦- أموي ٦٦- أَخِّيّ وفَمِّيّ ٦٦- النسب إلى وزن فَعِيلَة ٦٧- النسب إلى الجمع على لفظه ٧٢- النسب بزيادة الألف والنون ٧٣- النسب بزيادة الواو ٧٦- النسب بإبقاء تاء التأنيث ٧٦- النسب إلى كلمة رئيس ٧٧- الخلط بين اسم الفاعل واسم المفعول ٧٩- وضع اسم المفعول مكان اسم الفاعل ٧٩- وضع اسم الفاعل مكان اسم المفعول٨٠- ضبط عين الفعل الثلاثي المجرد ٨١- نظرة تقعيدية ٨١- أفعال يكثر الخطأ في ضبط عينها ٨٤- التداخل بين الفعل الثلاثي المجرد والمزيد بالهمزة ٨٨- ضبط أحرف المضارعة ٨٨- نوع همزة الأمر وضبطها ٩٠- اشتقاق اسم الفاعل أو المفعول ٩٢- استعمال أَفْعَل دون النص عليه في المعاجم ٩٣- تدريبات على الفعل الثلاثي المجرد والمزيد بالهمزة وما اشتق منهما ٩٦- أخطاء الإسناد ١٠٥- إسناد الفعل الثلاثي المجرد والمقصور إلى ألف الاثنين ١٠٥- إسناد الفعل الناقص الواوي إلى نون النسوة ١٠٦- إسناد الفعل المقصور إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة ١٠٧- إسناد الفعل المقصور المؤنث بالتاء إلى ألف الاثنين ١٠٩- إسناد فعل الغائب إلى نون النسوة ١١٠- إسناد الفعل المضعف إلى ضمائر الرفع المتحركة ١١١- جداول الفعل الناقص ١١٢- تدريبات على الإسناد ١١٥.
1 / 9
الفصل الرابع: المآخذ النحوية والتركيبية ١٢١- ١٩٧
أحكام العدد وأخطاؤه ١٢١- أحكام العدد من حيث التذكير والتأنيث ١٢٢- أحكام العدد من حيث الإعراب ١٢٣- أحكام التمييز من حيث الإفراد والجمع، ومن حيث الإعراب ١٢٣- قواعد التمييز من حيث الإفراد والجمع، ومن حيث الإعراب ١٢٣- قواعد أخرى متفرقة ١٢٣- أخطاء العدد ١٢٥- التأثر بالنطق العامي ١٢٥- العدد ثمان: في حالتي الرفع والجر ١٢٦- في حالة النصب ١٢٦ - العدد اثنين ١٢٦- الخطأ في تمييز العدد: الخطأ في صياغة التمييز ١٢٧- الخطأ في ضبط التمييز ١٢٧- الخطأ في ضبط التمييز حين يتحول إلى البدل ١٢٨- الخطأ في تذكير العدد وتأنيثه ١٢٨- أخطاء الوصف من العدد المركب: عدم البناء على فتح الجزأين ١٢٨- عدم المطابقة تذكيرًا وتأنيثًا ١٢٩- الواحد والحادي ١٢٩- الثاني والآخر ١٣١- النسب إلى ألفاظ العقود ١٣١- جمع ألفاظ العقود ١٣١- بضع وبضعة ١٣٢- معنى العقد ١٣٢- تدريبات على العدد ١٣٣- صرف الممنوع ومنع المصروف ١٣٦- صرف الممنوع من الصرف ١٣٦- كلمات مشددة بصيغة منتهى الجموع ١٣٦- كلمات تنتهي بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة ١٣٧- ألفاظ الجموع المنتهية بألف وهمزة ١٣٧- ألفاظ من أفعل التفضيل ١٣٨- كلمة أشياء ١٣٨- كلمات من صيغة منتهى الجموع ١٣٨- كلمات ممنوعة من التنوين ١٣٨- العلم الموصوف بابن ١٣٨- كلمة أمس ١٣٩- فلانة ١٣٩- منع صرف المصروف ١٣٩- كلمات منتهية بهمزة أصلية أو مبدلة.
1 / 10
عن أصل ١٣٩- كلمات منتهية بألف أصلية ١٤٠ - كلمات تستحق منع الصرف ولكنها صرفت لإضافتها أوتعريفها بـ "ألـ" ١٤٠- كلمات يتوهم بعضهم أنها من صيغ منتهى الجموع ١٤١- كلمات أخرى متفرقة ١٤١- تدريبات على الممنوع من الصرف ١٥٢- أخطاء الاستثناء ١٤٧- إيقاع الجار والمجرور بعد سوى ١٤٧- الاستثناء المفرغ ١٤٧- إيقاع الجار والمجرور بعد سوى ١٤٧- الاستثناء المفرغ بإلا ١٤٧- استعمالان خاطئان لعدا: استعمال عدا للإضافة ١٤٨- إيقاع ضمير الرفع المنفصل بعد سوى ١٤٩- انتقاض النفي بعد ما بإلا ١٤٩- الجر بعد ما عدا ١٥٠-- تدريبات على الاستثناء ١٥١- أخطاء الضبط الإعرابي ١٥٣- أخطاء الإتباع ١٥٣- إتباع اسم لا النافية للجنس ١٥٣- مجيء التابع بعد أكثر من كلمة ١٥٤- اختلاف التابع والمتبوع في علامة الإعراب ١٥٤- عدم التنبه إلى ما في الجملة من تقديم وتأخير ١٥٥- خلط أجزاء الجملة نتيجة طولها ١٥٦- نصب نائب الفاعل ١٥٦- نصب الفاعل ١٥٧- الضبط الخاطئ للمفعول الثاني ١٥٧- نصب المنقوص بفتحة مقدرة ١٥٨- العطف على الضمير المرفوع المتصل أو المستتر ١٥٨- الخطأ في اسم لا النافية للجنس ١٥٩- إعراب وحده وأخواتها ١٦٠- أخطاء أخرى متفرقة ١٦٠- إعراب الأسماء الخمسة ١٦٠- لن تحقق ولو جزء من أهدافها ١٦٠- الاسم بعد حيث ١٦٠- السنون ١٦٠- تبلغ قيمتها نحو كذا ١٦١- لا يعدو كونه ١٦١- الآن ١٦١- تدريبات على العمليات الإعرابية ١٦٢- أخطاء النفي ١٦٧- نفي الماضي
1 / 11
بلا ١٦٧- نفي المستقبل بسوف ١٦٧- استخدام أبدا لتأكيد النفي في الماضي ١٦٧- أخطاء الإضافة ١٦٩- كثرة توالي الإضافات ١٦٩- تعريف التركيب الإضافي ١٧٠- الإضافة اللفظية والإضافة المحضة ١٧١- العطف على المضاف وتأخير المضاف إليه ١٧٢- مشكلات التفضيل ١٧٣- ما ليس له مؤنث ١٧٤- صرف أفعل ١٧٥- الخلط بين التمييز والمضاف إلى النكرة ١٧٥- إثبات ما يستحق الحذف ١٧٧- إثبات آخر الفعل المعتل عند الجزم ١٧٧- إثبات عين الفعل الأجوف عند الجزم ١٧٧- إثبات ياء المنقوص ١٧٧- إثبات نون الأفعال الخمسة في حالة النصب ١٧٨- حذف ما يستحق الإثبات ١٧٩- حذف نون الأفعال الخمسة في حالة الرفع ١٧٩- حذف ياء المخاطبة من فعل الأمر ١٧٩-حذف الفاء من جواب أما ١٨٠- عدم المطابقة في التذكير والتأنيث ١٨١- الخلط بين المذكر والمؤنث المجازي ١٨١- تأنيث ما حقه التذكير ١٨١- تذكير ما حقه التأنيث ١٨٢- الخطأ في استخدام أحد أو إحدى ١٨٢- عدم المطابقة في الاسم الموصول ١٨٥- زيادة الواو: قبل الاسم الموصول ١٨٦-حين تتعدد الوظائف ١٨٦- غموض العبارة ١٨٨-تعبيرات وتركيبات خاطئة - لا يجب كذا ١٨٩- أجمع معظم ١٨٩- الخروج على مقتضيات المعنى الأسلوبي ١٩٠- تكرار كلما ١٩٠- ثمة هناك ١٩١- اجتماع همزة الاستفهام وحرف العطف ١٩١- اعتذر عن
1 / 12
الحضور ١٩٢- بالرغم من كذا إلا أن كذا ١٩٢ - غموض العنوان ١٩٢- مجرور رُبَّ يجب أن يكون نكرة ١٩٣- تدريبات على مجموعة من التعابير والتراكيب ١٩٤.
الفصل الخامس: المآخذ المعجمية والدلالية: ١٩٩- ٢٢٨
الخطأ في ضبط بنية الكلمة ١٩٩ - الخطأ في ضبط الأعلام ٢٠٩ - الخطأ في بنية الكلمة ٢١١- أخطاء كتابية ٢١٣- الخطأ في دلالة الكلمة ٢١٦ - صور من الخلط بين المتشابهات ٢١٨- الخلط بين كلمات يتشابه نطقها ٢١٨ - الخلط بين الجذور ٢٢٢ الخلط بين الواوي واليائي ٢٢٣- الخلط في استخدام اسم الإشارة ٢٢٤- الخلط بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول ٢٢٥- تدريبات معجمية ودلالية ٢٢٦.
الفصل السادس-: الإجابة عن بعض الأسئلة: ٢٢٩- ٢٣٧
تدريبات على التثنية والجمع ٢٢٩- تدريبات على الفعل الثلاثي المجرد والمزيد ٢٣٠- تدريبات على الإسناد ٢٣١- تدريبات على العدد ٢٣٢- تدريبات على الممنوع من الصرف ٢٣٣- تدريبات على الاستثناء ٢٣٥- تدريبات على العمليات الإعرابية ٢٣٥- تدريبات على مجموعة من التعابير والتراكيب ٢٣٧.
1 / 13
الفصل السابع: تدريبات عامة ٢٣٩- ٢٥٧
التدريب الأول ٢٣٩- التدريب الثاني ٢٤٠- التدريب الثالث ٢٤٢- التدريب الرابع ٢٤٣- التدريب الخامس ٢٤٥- التدريب السادس ٢٤٧- التدريب السابع ٢٤٨- التدريب الثامن ٢٥٠- التدريب التاسع ٢٥١- التدريب العاشر ٢٥٢- التدريب الحادي عشر ٢٥٤- التدريب الثاني عشر ٢٥٥.
فهرس هجائي للألفاظ: ٢٥٩- ٢٦٩
1 / 14
المقدمة:
هذا الكتاب نتاج ملاحظات وتأملات في الاستعمالات والتعبيرات الشائعة في لغة الكتاب والإذاعيين، لمدة تقرب من أربعين عاما، منذ كنت طالبًا بالسنة الأولى الثانوية بمعهد القاهرة الديني.
وقد ورثت هذا الاهتمام بالتدقيق اللغوي منذ شبابي عن والدي- رحمه الله تعالى. فقد كان يطلعني على ما يبعث به من نقدات لغوية إلى بعض المذيعين، كما كنت أقرأ له كثيرًا من الملاحظات اللغوية في صحيفة الأهرام التي كانت تفرد حيزًا كبيرًا لما يصلها من تصويبات وتعقيبات لغوية. وقد اقتفيت أثره في هذا الاتجاه. وكنت أيام الطلب- سواء في المرحلة الثانوية أو الجامعية- أكتب ملاحظاتي اللغوية في عديد من المجلات الأدبية كالرسالة والكتاب والأدب القاهرية، والآداب البيروتية. كما كنت دائم الكتابة إلى الأهرام بهذه الملاحظات.
وقد سبق أن جمعت بعضًا من آرائي وملاحظاتي اللغوية، وخصصت لها فصلًا في كتابي من قضايا اللغة والنحو، عالم الكتب ١٩٧٤، ثم طورت هذا العمل وأفردته بكتاب مستقل حمل اسم: العربية الصحيحة، ظهرت طبعته الأولى عام ١٩٨١. كما سبق أن أسند إليَّ معهد التدريب الإذاعي والتليفزيوني تدريس مقررين هما: الأخطاء اللغوية الشائعة، ومجالات التعبير اللغوي. وقد استطعت من خلالهما أن أضع يدي على كثير من أوجه القصور في ثقافة المذيعين اللغوية. وكنت في نفس الوقت أتابع معظم البرامج الإذاعية الفصيحة، وبخاصة نشرات الأخبار، والتعليقات السياسية، وأقوال الصحف ... وأسجل
1 / 15
عندي ما أجده من تجاوزات. كما كنت أسجل في مفكرة أخرى ما يصادفني في الكتابات الصحفية من أوهام وأخطاء. ومن مجموع هذا وذاك تجمعت عندي مادة ضخمة قلما توافرت لباحث من قبل.
وبهذا الجمع الميداني للمادة اللغوية يتميز كتابي عن سائر الكتب المشابهة له في الغرض. كما يتميز بميزة أخرى هي تزويده بجداول تلخيصية، ومادة تدريبية كبيرة مستمدة من اللغة الفصحى الحية المستعملة اليوم، وليس من لغة التراث، أو من كتب الأخطاء الشائعة، أو التصويب اللغوي.
وأحب- بادئ بدء- أن أوضح منهجي في جمع المادة، وفي تأليف الكتاب في جملة خطوط أساسية منها:
١- أنني أعطيت اهتمامًا خاصًا لأخطاء المشاهير من الأدباء والكتاب، ولأصحاب الأعمدة والمقالات الثابتة في الصحف والمجلات.
٢- أنني ركزت من بين المادة المسموعة على إذاعة القاهرة، وعلى الشبكة الرئيسية منها بوجه خاص، واقتصرت في معظم الأحيان على البرامج الإخبارية والسياسية، ولكنني سجلت في نفس الوقت بعض ملاحظات تتعلق بالإجابة عن أسئلة المستمعين، أو بالتعليقات والمراسلات أو بالخطب والأحاديث الدينية. كما أدخلت في الاعتبار قناة التليفزيون الأولى وخاصة نشرتي السادسة والتاسعة للأخبار.
٣- أنني سجلت بعض ملاحظات كذلك على مذيعي النشرات الإخبارية في كل من إذاعة لندن وصوت أمريكا، وكذلك إذاعة الكويت- خلال فترة عملي بدولة الكويت- لكن فيما لا يمس السمات المحلية، أو طرق النطق اللهجية.
1 / 16
٤- أنني لم أتعرض للأخطاء البديهية التي يقع فيها الكتاب والإذاعيون من مثل نصب الفاعل ورفع المفعول، ونصب اسم كان وخبر إن ... إلا ما كان نتيجة شبهة أو توهم. ولو فعلت غير ذلك لفقد الكتاب قدرًا كبيرًا من قيمته، ولتحول إلى عمل يخاطب المبتدئين.
٥- أنني التزمت فيما قبلته أو رفضته جملة مبادئ منها:
أ - الأخذ في ما يتعلق بالقواعد- بالمشهور الشائع، وتجاوز الخلافات النحوية التي لم تدع مسألة واحدة دون نزاع، وترك ما يشذ عن القاعدة الرئيسية.
ب - التوسع في القياس في كل ما ينمي الثروة اللغوية ويزيد اللغة سعة على سعتها، وفي مجالات المفردات والتعبيرات والتراكيب التي لا تخرق قاعدة أساسية، ولا تخالف نمطًا شائعًا.
ج- تبني كثير من الآراء والأصول التي أقرها مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
المؤلف
1 / 17
الفصل الأول: مدخل وتمهيد
لا يظنن ظانٌّ أن دافعي إلى التعرض لِلُغة الإعلام بالنقد والتصويب هو محاولة الانتقاص من منشئي هذه اللغة ومستعمليها. أو التقليل من الجهد الكبير الذي يبذلونه في تقديم أفكارهم مكتوبة أو مسموعة. أو أفكار غير مقروءة بلغة صحيحة.
وإنما دافعي الأساسي لهذا النقد هو الأخذ بيد من ينشد الكمال اللغوي من أصحاب القلم واللسان، وبخاصة المذيعون، ومعدو البرامج الإخبارية، ورجال الصحافة، لما أعرفه من أثر لغة الإعلام في الارتقاء بلغة الناس، أو الانحدار بها، وإذا كانت لغة المذيع الإنجليزي ما تزال تتخذ معيارًا للصواب اللغوي فإننا نتطلع إلى اليوم الذي تصبح فيه لغة المذيع العربي معيارًا للصواب اللغوي هي الأخرى. وإذا كان كُتَّابُ الصحافة- من بين رجال الإعلام- يتمتعون بميزات كثيرة، منها حصولهم على الوقت الكافي لتنقيح ما يكتبون ومراجعته. ثم وجود المصحح أو المراجع الذي يتلافى ما قد يند عنهم، وأخيرًا ما تستره الكتابة من عورات؛ لأن معظم الأخطاء يأتي في الضبط بالشكل، وهو ما لا يظهر أثره في المادة المكتوبة- فإننا يجب أن نلتمس بعض العذر للمذيع الذي قد لا تتاح له فرصة المراجعة والضبط والذي قد لا يستطيع أن يخفي من زلاته اللسانية ما تخفيه الكتابة.
1 / 19
وإذا كان عبد الملك بن مروان- وهو من هو- قد أجاب حينما سئل عن إسراع الشيب إلى رأسه فقال: شيبتني مواقف الخطابة وتوقع اللحن، فإن توقع اللحن من كُتَّاب الصحافة ومذيعي الأخبار ليس بالأمر الغريب أو العجيب.
وإذا كانت الصحة اللغوية مطلبًا عسرًا حتى على المتخصصين، فلابد أن نقدر مدى صعوبتها على غير المتخصصين، سواء كانوا من كتاب المقالات، أو قارئي النشرات، أومذيعي الربط، أو مقدمي البرامج. ولهذا رأيت من واجبي أن آخذ بيد هؤلاء جميعًا، وأن أقدم لهم العون والمساعدة، وأن أضع أمامهم بعض الهفوات التي قد لا يتنبهون إليها، ولا يفطنون إلى وقوعها منهم.
وما أظن أن أحدًا على وجه الأرض يمكن أن يدَّعِيَ لنفسه العصمة من الخطأ اللغوي، وبخاصة إذا لم يأخذ فرصته من المراجعة والتدقيق والضبط بالشكل. وأمامنا الأمثلة الكثيرة من كبار الأدباء والمثقفين والمتحدثين وقدامى المذيعين الذين لم ينج أحد منهم من الوقوع في الخطأ. ومازلت أذكر للمرحوم الأستاذ عباس العقاد خطأ وقع فيه في أحد أحاديثه الإذاعية، حين قال: وجاء القرن التاسعُ عشر، مع أن كتب النحو تنص على أن الوصف من العدد المركب يبنى على فتح الجزأين.
وفي حديثه الديني صباح الأحد ٢٥/ ١١/ ٩٠ قال الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الجامع الأزهر: ومجالس الغَيْبة والنميمة، بفتح الغين وسكون الياء، وصحتها: الغِيبة بكسر الغين ومد الياء. وفي حديث آخر له بتاريخ ٩/١/٩٠ قال شيخ الأزهر: من صفاتٍ ومهامٍّ، مع أن كلمة مهام ممنوعة من الصرف.
1 / 20
وفي جلسة افتتاح مجلس الشعب ألقي الدكتور أحمد فتحي سرور- بعد انتخابه رئيسًا للمجلس- كلمة قصيرة أخطأ فيها بضعة أخطاء لغوية منها: عطف منصوب على مرفوع، ونصب الفاعل، وضم راء تجربة، وقطع همزة الوصل، مع أن الصحف المصرية كانت حريصة على أن تبرز ضمن مواهبه أنه متحدث من الطراز الأول، وأنه يجيد فن الحوار١ الأخبار ١٣/ ١٢/ ١٩٩٠.
ومعظم الصحفيين- إن لم يكن كلهم- حينما يقفون أمام الميكرفون ويتحدثون إلى الناس- وما أكثر أحاديثهم وتعليقاتهم بمناسبة حرب تحرير الكويت- تأتي لغتهم إما فصحى مثخنة الجراح بالأخطاء والتجاوزات اللغوية، وإما عامية فجة. ولا أريد أن أسمي أحدًا، ولكن يكفي أن أقول إن كثيرًا منهم يملكون أسماء لامعة، ويرأسون مجالس إدارات أو هيئات تحرير، ومنهم أصحاب أعمدة يومية أو أسبوعية، بل منهم أدباء وكتاب مشهورون.
فهل نلوم المذيعين حتى الكبار أو المخضرمين منهم إذا ندت عنهم كلمة، أو زلوا في ضبط أخرى؟ ومن ذلك:
١- قول سامية صادق: إنه لنا نعم الأب والجِدّ، بكسر الجيم.
٢ قول أحمد سمير: فأردُوه قتيلا، بضم الدال، وقوله: قد خسر مباراتِه.
توهما أن الكلمة من جمع المؤنث السالم وقوله: أصعب الحلْقات بسكون اللام، والصواب فتحه.
_________
١ وفي كلمته التي ألقاها تحية للرئيس حسني مبارك أمام مجلسي الشعب والشورى ٢٤/ ١/ ٩١ وقع في بضعة عشر خطأ تتعلق بالعطف والنداء والمضاف إليه وهمزة الوصل وعين الفعل الثلاثي وضبط بعض الكلمات ضبطًا خاطئًا.
1 / 21
٣- قول محمود سلطان: ملايينٌ من الناخبين، بصرف ملايين، وقوله: نَشَبت أعمالُ عنف، بفتح الشين، وقوله: لاقُوا حتفهم، بضم القاف، وقوله: ثلاث ماءة قتيل، بدلا من ثلاث مائة.
٤- قول درية شرف الدين: مضى على إقراره أكثرَ من قرن، بنصب أكثر مع أنها فاعل مرفوع.
٥- قول زينب سويدان: بتحديد يومَ الثالثِ عشر من يناير، بنصب يوم مع أنها مضاف إليه، وجر الثالث مع أنها مبنية على الفتح لتركبها مع عشر، وقولها: يتسنى لها توجيهَ طاقاتها، بنصب توجيه مع أنها فاعل مرفوع.
ولم ينج المذيع القدير كمال خليل- الذي كان يلقبه زملاؤه في إذاعة الكويت بسيبويه لم ينج هو الآخر من بعض الهفوات: ومن ذلك قوله: إن من حق كل دولة البقاءُ..، برفع اسم إن المتأخر، وقوله: إلى الخامسِ عشر من يناير القادم، بجر الخامس بالكسر. وتأتي معظم ملاحظاتي على كمال خليل من عدم التزامه بنطق الأعداد باللغة الفصحى حين قراءته لأسعار العملات والذهب بخلاف ما إذا جاءت في صلب نشرة الأخبار، وعدم مراجعته للنشرة قبل قراءتها- ربما لفرط ثقته في نفسه- مما أوقعه في كثير من الزلات البصرية، كما حدث في نشرة السابعة صباح ٢٠/ ١١/ ٩٠ حينما قال:
أ- وقعت عن إعلان ... على إعلان عدم اعتداء.
ب- يقوم الدكتور بطرس غالي.. يُقَدّم الدكتور بطرس غالي.
ج- التي تدعو إلى بَذْ ... نَبْذ استخدام القوة.
1 / 22
ومع قسوة كتاب الأعمدة اليومية والأسبوعية من أمثال أحمد بهاء الدين،،أنيس منصور، ونجيب محفوظ، وعبد المنعم مراد- مع قسوتهم على المذيعين١ فإنهم لا يقسون على زملائهم في المهنة، الذين ينافسون المذيعين ورجال الإعلام المسموع في أخطاء اللغة -إن لم يكونوا يفوقونهم- مع تمتعهم بالميزات التي سبق أن ذكرتها. ومن ذلك ما كتبه أحمد بهاء الدين -شفاه الله- في عموده اليومي: يوميات في ١/ ٤/ ١٩٨٩: خلال رحلة الرئيس مبارك الماضية إلى أوربا أغرقنا المذيعون والمذيعات في التليفزيون بالنطق الخاطئ لأسماء أشهر الأماكن والعواصم والأشياء.. وبعض المسئولين في التليفزيون يعتبرون مأساة اللغة العربية في التليفزيون غير مهمة ... كلا يا سادة. مفهوم أن يخطئ وزير مثلا ... ولكن الذين وظيفتهم الكلام باللغة العربية يجب أن يتلقوا الدروس، أو تكتب لهم المادة مع التشكيل الدقيق.
وما كتبه نجيب محفوظ في وجهة نظر بالأهرام بعنوان، لغتنا والإذاعة: من حين لآخر تثار مشكلة اللغة العربية في التليفزيون، كيف تلقى على الناس متعثرة بأخطاء النحو والنطق، وكيف تعمل على نشر الخطأ على أوسع نطاق بقوة التليفزيون وهيمنته على الحواس والأذواق.
وما كتبه محمود عبد المنعم مراد في مجلة أكتوبر بعنوان: لغتنا المسكينة، وإن كان قد جمع بين وسائل الإعلام المكتوبة والمنطوقة حين قال:
_________
١ ربما كان أقسى ما وجه إلى الإذاعة من نقد -وإن كان هذه المرة قد جاء من عالم لغوي ضليع- ما كتبه الدكتور كمال بشر في الأخبار منذ بضع سنوات مطالبًا: التصريح برفع دعوى قضائية تستند إلى الدستور ضد الإذاعة والتليفزيون. فالدستور ينص على أن اللغة في مصر هي اللغة العربية في حين أن الإذاعة لا تلتزم بذلك.
1 / 23
كتبت كما كتب كثيرون غيري عن جرائم انتهاك لغتنا العربية في صحفنا ووسائل إعلامنا المسموعة والمرئية ... وقد يرى البعض أن هذه مسائل شكلية غير ذات أهمية، وهنا تكمن المصيبة الكبرى. إن إهدار اللغة هو إهدار لشخصيتنا وتراثنا وثقافتنا ولواحد من أهم مقومات أمتنا. إنه استهانة وعبث خطير لا يمكن أن نمل الكتابة عنه، ولفت النظر إليه.
مع هذه القسوة لم أجدهم يتعرضون لأخطاء كتاب الصحافة، ولم أجد أحمد بهاء الدين ينبه إلى ما صار ظاهرة في صحيفة الأهرام من تسرب الخطأ إليها حتى في عناوينها الرئيسية مما جعلني أكتب إلى الأهرام منذ سنوات قائلا: إذا كان الأستاذ على النجدي ناصف في أهرام٩/٣/ ١٩٧٥ قد شكا المذيعين إلى جريدة الأهرام وطالبهم بأن يتحروا الصواب في كل ما ينطقون حتى لا يصبحوا عامل تحريف للغة، فإنني أشكو الأهرام لنفسها بعد أن لاحظت مؤخرا كثرة الأخطاء اللغوية فيها بصورة لم تعرف عنها من قبل. ومن ذلك ما جاء في مربع الصفحة الأخيرة الذي تقدمه الأهرام كل يوم بعنوان: وجهة نظر، ففي عدد ١٠/ ٣/ ١٩٧٥ عبارتان خاطئتان هما:
أ- ومن هؤلاء التسعة: الأمين والأمينين المساعدين.
ب- وألا يعد إشراك هؤلاء التسعة ...
وفي عدد ١٠/ ٤/ ١٩٧٥ عبارتان خاطئتان هما:
أ- لم تجد مكانا لإقامة مجمع سياسيّ جديد سوي في الشريط الأخضر.
ب- نهر التايمز.
1 / 24
وفي عدد ١٣/ ٤/ ٧٥ عبارة خاطئة هي: في اللحظة الذي انتهى فيها مجلس الوزراء ...
ومن عناوين الأهرام الخاطئة: الطالبات تكتسحن المراكز الأولى في الثانوية العامة، وصحتها: يكتسحن. وكذلك: إبك أيتها الحرية، وصحتها: ابكي، بهمزة وصل، وياء المخاطبة:
ومن عناوين الأخبار التي ضحكت لها كثيرًا إطلاقها على صدام حسين: ألعوبان المبادرات، وهي تعني ألعبان.
ومن أخطاء الصحافة وكُتّاب المقالات فيها ما يأتي:
١- ما ورد في مقال للأستاذ موسى صبري في آخر ساعة وهو:
أ- كأنه زئر نساء.
ب- أنت تفرطين في رجل رائع دون أن تدرين.
ج- وبقي أن يخصصوا عامودًا كل أسبوع لعرض أزياء الباشا.
٢- وفي صفحة الأدب بمجلة أكتوبر كتب محرر الصفحة الأستاذ فتحي الإبياري بتاريخ ١١/ ١١/ ١٩٩٠ يقول: ورب مأساة النظام العراقي. بتعريف مجرور رب، ويقول: وتفهم لغة القرن الواحد والعشرين.
٣- وفي مقاله الأسبوعي بالأهرام الذي يشغل عمودين من الصفحة الأدبية كل يوم أربعاء كتب الدكتور غالي شكري مقالًا في ١٢/ ١٢/ ١٩٩٠ لفت نظري فيه كثرة الأخطاء والهفوات اللغوية، من مثل قوله:
أ- بالرغم من أنه مازالت هناك بعض المصطلحات النقدية الغامضة ... إلا أن مصطلح الحداثة....
1 / 25
ب- هل الحداثة إذا اتجاه أم مدرسة أم رؤيا؟ وفي هذه الجملة خطآن لا خطأ واحد.
ج- بين أواخر الأربعينات وبداية الخمسينات.
وبالإضافة إلى استخدامه كلمة الورقة بمعنى البحث وهي ترجمة غالطة لكلمة Paper الإنجليزية التي تعد من المشترك اللفظي. فهي تأتي بمعنى الورقة، وبمعنى البحث أو المقال أو الدراسة المتعلقة بموضوع معين كما جاء في معجم أكسفورد الكبير. والمناسب هنا المعنى الثاني لا الأول.
٤- وفي مقال: للمرأة رأي، في أخبار اليوم ١٧/ ١١/ ٩٠ كتبت سميحة طاهر تقول: إنه إيزاء هذا التصرف تعني: إزاء.
٥- وفي الصفحة الأولى من الأخبار ٢٩/ ١١/ ٩٠ وردت الجملة: أحدث هذا العدد رد فعل عكسي ضد المرشح.
٦- وفي الصفحة الأولى من الأهرام ٢١/ ١/ ٩١ وردت الجملة: أن ثلاثة صواريخ من الخمسة الذين أطلقتهم العراق لم تدمر.
٧- وفي مجلة آخر ساعة ٥/ ١٢/ ١٩٩٠ رسالة من طرابلس كتبها أسامة عجاج، وقد ورد فيها الأخطاء الثلاثة الآتية:
أ- من خلال استعراض المبادرتين التي قدمهما العقيد القذافي.
ب- مع استبدال القوات العراقية بقوات دولية.
ج- طرق كل الأبواب واستنفاذ كل الأغراض.
1 / 26
وفي رأيي أننا لكي نقلل من أخطاء الإعلام المسموع الذي لا يخفي شيئًا من أخطاء المتكلم -بخلاف الإعلام المكتوب- يجب أن نتخذ جملة من الإجراءات، وكلها تتعلق بالنشرات والبرامج الإخبارية والتعليقات السياسية التي يفترض ألا يسمح بقراءتها إلا للمتمكنين من اللغة، القادرين على الإلقاء السليم. من هذه الإجراءات:
١- تسليم النشرة الإخبارية للمذيع قبل قراءتها بوقت كاف يسمح له بضبط ما يلبس، وفهم معنى الجملة حتى يمكن التعرف على وظيفة كل كلمة فيها، بدلا من التردد - أحيانا- في نطق الكلمة، أو الخطأ ثم الرجوع عنه بإعادة الكلمة مصححة. وكثير من أخطاء المذيع تأتي من عدم تبينه وظيفة الكلمة في الجملة إلا بعد قراءتها، والوقوع في الخطأ.
كذلك تأتي بعض الأخطاء من عدم فهم معنى الجملة، أو عدم التوفيق في فهمها كما حدث من كل مذيعي الإذاعة الكويتية منذ بضع سنوات حينما أصدر مجلس الأمة الكويتي بيانا يحذر من أخطار الحرب العراقية الإيرانية، وكان البيان يتضمن جملة قرأها كل المذيعين بصورة مشوهة دون أن يفطنوا إلى ما صار فيها من خلل دلالي. هذه الجملة هي: هذه الحرب نذيرٌ بِشَرٍّ مستطير. التي قرئت: نذيرُ بِشْر مستطير. ومنذ أشهر حين ألقى الرئيس حسني مبارك بيانا بمجلس الشعب يحدد مهامه الرئيسية في دورته المقبلة قرأ مذيع النشرة الخبر هكذا: الرئيس يجدد - بالجيم- مهام مجلس الشعب. وواضح أن صوابها يحدد. كذلك قرأ أحد المذيعين العبارة الآتية: المنظمة العالمية للمَلَكية الفكرية بفتح الميم واللام فصارت: للمَلَكِيِّة. ولا معنى لها. وقرأ مذيع آخر الكلمة المثنَّاة على أنها جمع مذكر سالم حين
1 / 27