Commentary on Lum'at al-I'tiqad by Ibn Jibreen

Ibn Jibreen d. 1430 AH
132

Commentary on Lum'at al-I'tiqad by Ibn Jibreen

التعليقات على متن لمعة الاعتقاد لابن جبرين

Publisher

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

Genres

المثال الثامن: الحوض والصراط: ولنبينا محمد ﷺ حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأباريقه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. والصراط حق، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار.

(أ) ما تقول في الحوض؟ (ب) وهل هو خاص أو عام؟ (ج) وما الصراط؟ (أ) نعتقد أن الله يعطي نبينا ﷺ في يوم القيامة حوضا عظيما وصف في بعض الروايات بسعته وأنه مسيرة شهر في شهر، أو ما بين أيلة إلى صنعاء وكذا ما ذكر من بياض مائه وحلاوته، وكثرة أباريقه وهي آنيته، وأنه يصب فيه ميزابان من الجنة، يرده الأبرار، ويذاد عنه الفجار. (ب) وقد روي أن لكل نبي حوضا، ولكن محمد ﷺ، أكثرهم واردا. وقيل: هو الكوثر، وفسر أيضا الكوثر بأنه الخير الكثير، أو أنه نهر عظيم في الجنة، والله أعلم. (ج) وأما (الصراط) فهو جسر ينصب على متن جهنم، دحض مزلة كحد السيف، يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاود الخيل والركاب، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، وعلى جنبتي الصراط كلاليب، مثل شوك السعدان، تخطف من أمرت بخطفه، فناج مسلّم، ومخدوش، ومكردس في النار، وهذا هو الورود المذكور في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ ومعنى: يجوزه الأبرار أي: يعبرونه حتى يجاوزوه. ويزل عنه الفجار أي: يسقطون.

1 / 153