115

Sharḥ ḥadīth Jābir fī ṣifat ḥijjat al-Nabī li-Ibn ʿUthaymīn

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Publisher

دار المحدث للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ

Publisher Location

الرياض

Genres

أحب إلي مما افترضته عليه» (١) .
ويدل أيضًا على أن ذلك للوجوب تأخر النبي ﷺ حتى تغرب الشمس لأنه لو دفع قبل أن تغرب لكان أيسر فلما عدل عن ذلك إلى البقاء حتى غربت الشمس دل على أن الدفع قبل هذا محرم ولو كان جائزًا لفعله النبي ﷺ لأنه أيسر.
٩٢ - أنه ينبغي لإمام الناس أو من ينيبه أن يحث الناس على السكينة فرجال المرور مثلًا ينوبون مناب الإمام في تدبير الناس وتنظيم السير والأمر بالسكينة لأن النبي ﷺ نظم السير في قوله: «السكينة السكينة» فإن هذا نوع من تنظيم السير.
٩٣ - أنه ينبغي للإمام بل يجب على الإمام أن يكون أول من يبادر إلى ما يأمر به ودليله أن الرسول ﷺ دفع وقد شنق للقصواء الزمام وما كان ليقول للناس السكينة السكينة وهو تاركها تمشي بسرعة، بل هو أول من يفعل ذلك ﵊ وهكذا الإمام الذي يقتدي به سواء كان إمامًا في التنفيذ أو إمامًا في العلم فإنه يجب عليه أن يتحرى اتباع الرسول ﷺ لأنه يقتدى به فأي فعل يفعله سوف يقتدى به الناس، والناس في هذا المقام بالنسبة إلى القدوة بين أمرين بين محتج بفعله على ما يهواه وبين محتج عليه بمخالفته وبينهما فرق فالإنسان الذي له هوى ولا يريد اتباع السنة يحتج بتقصير

(١) أخرجه البخاري في الرقائق / باب التواضع (٦٥٠٢) .

1 / 119