126

Tawḍīḥ maqāṣid al-ʿaqīda al-Wāsiṭiyya

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٣٢ هـ

Genres

فالرسول ﷺ قد فسر القرآن وبينه، ففسر ما أشكل من ألفاظه، وكثيرٌ من ألفاظه يعرفها المخاطبون باللسان العربي، كما روي عن ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهله، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله (١).
فالرسول ﷺ بيَّن القرآن، فالسنة فيها تفصيل ما أجمل في القرآن، وتقييد المطلق، وتخصيص العام؛ فأحكام الصلاة التفصيلية: صفتها، أفعالها، أقوالها، مواقيتها، أكثرها إنما تجده في السنة، وأحكام الزكاة: أنصبة الزكاة، الأموال التي تجب فيها الزكاة، والحج كثير من أحكامه إنما عرفت تفصيلا بسنة الرسول ﷺ، وهذا الموضوع وتفصيله يطول الحديث عنه.
والمقصود أن ما وصف الرسول ﷺ به ربه من الأحاديث الصحيحة التي تلقاها أهل العلم والمعرفة - أهل الشأن وهم أهل الحديث - بالقبول، وجب الإيمان بها كذلك.
يعني كما يجب الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، يجب الإيمان بما وصف الرسول ﷺ به ربه من الأحاديث الصحيحة، التي تلقاها أهل العلم بهذا الشأن بالقبول.
يجب الإيمان بها، سواء كانت من قبيل المتواتر، أو الآحاد، فأهل السنة والجماعة يقبلون كل ما صح عن النبي ﷺ.
أما أهل البدع (٢) فإنهم - بناء على أصولهم الفاسدة في نفي صفات الرب سبحانه - يردون نصوص الصفات، إما بحجة أنها آحاد، والآحاد يزعمون أنه لا يحتج بها في العقائد.
وإن كانت متواترة قالوا: إنها ظنية الدلالة لا تفيد اليقين، فهم

(١) [رواه ابن جرير الطبري في تفسيره ١/ ٣٤، والطبراني في مسند الشاميين ٢/ ٣٠٢ بنحوه].
(٢) [مجموع الفتاوى ١٩/ ٧٣ و١٥٦].

1 / 136