118

Tawḍīḥ maqāṣid al-ʿaqīda al-Wāsiṭiyya

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

Publisher

دار التدمرية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٣٢ هـ

Genres

الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ وقوله تعالى ﴿لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾، وقد جاء تفسير: الزيادة (١) والمزيد (٢) بأنه: النظر إلى وجهه الكريم ﷾
، للذين أحسنوا الحسنى: الجنة، وزيادة عظيمة هي نظرهم إلى وجهه الكريم سبحانه تعالى، وفي الدعاء المأثور: " وأسألك لذة النظر إلى وجهك" (٣). نسأله تعالى أن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم.
هذه أظهر الآيات التي يستدل بها على إثبات رؤية العباد لربهم ﷾، وهناك أدلة منها قوله تعالى ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾ [(١٠٣) سورة الأنعام] والمعطلة يتمسكون بهذه الآية، ويقولون: لا تدركه الأبصار: لا تراه الأبصار، ثم يحرفون الآيات الأخرى، وهذه الآية التي يحتجون بها على نفي الرؤية، هي حجة عليهم؛ لأن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية، فمعنى قوله تعالى ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ أي: لا تحيط به الأبصار؛ لكمال عظمته ﷾، ونفي الإحاطة يستلزم إثبات الرؤية من غير إحاطة؛ إذ لو كان لا يرى مطلقا لما كان لنفي الإحاطة - وهو المعنى الخاص ـ

(١) [روى مسلم (١٨١) عن صهيب ﵁ عن النبي ﷺ قال:" إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ: يقول الله ﵎: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجِّنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم ﷿، ثم تلا هذه الآية ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ " وانظر: تفسير ابن كثير ٧/ ٤٠٧].
(٢) [قال ابن القيم في حادي الأرواح ٢/ ٦١٧: قال الطبري: قال علي بن أبي طالب وأنس بن مالك: هو النظر إلى وجه الله ﷿، وقاله من التابعين: زيد بن وهب وغيره. وانظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٣/ ٥١٩].
(٣) [رواه أحمد ٤/ ٢٦٤، والنسائي ٣/ ٥٤، وصححه ابن خزيمة في التوحيد ص ١٢، وابن حبان (١٩٧١) والحاكم ١/ ٥٢٤ من حديث عمار ﵄. ورواه أحمد ٥/ ١٩١ وصححه ابن خزيمة في التوحيد ص ١٤، والحاكم ١/ ٥١٦ من حديث زيد بن ثابت ﵁].

1 / 128