[الكيسانية]
وذهبت الكيسانية إلى أن الإمام بعد الحسين عليه السلام محمد بن علي عليه السلام، وهو ابن الحنفية، ومن الكيسانية من قال: هو الإمام بعد علي عليه السلام، قبل الحسن والحسين عليهم السلام، قال والدليل على ذلك أن عليا عليه السلام أعطاه الراية يوم الجمل دون أخويه، فكان ذلك نصا على إمامته دونهما، وانتسابهم إلى كيسان أبي عمرة، وهو من الموال، وكان له غلو في أمر علي عليه السلام وأولاده، وكان المختار قد دعاهم إلى محمد بن علي ابن الحنفية عليه السلام، فكان كيسان هذا من أقوى أعوانه، ومن السفاكين الدماء بين يديه، وبعض من تكلم في أمرهم، قال: إن المختار كان يقال له كيسان، ولا حقيقة لذلك، وهم مختلفون، فمنهم من قال ببقاء محمد بن الحنفية عليه السلام إلى أن يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، وهو في جبال رضوى مقيم، لا جليس له إلا الملائكة عليهم السلام، ولا متاع له إلا العسل والماء، وهو عين الله على خلقه في حال غيبته، وإقامته في الجبل، و[قد](1) قال شاعرهم:
ألا قل للإمام فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك طهرا(2) ... وقوفك عنهم تسعين عاما
وعادوا فيك أهل الأرض جمعا ... وسموك الخليفة والإماما
مقيم لا أنيس له بحي ... تراجعه الملائكة الكراما(3)
وفيها:
وما ذاق ابن خولة طعم موت ... ولا وارت له أرض عظاما
وقال شاعرهم:
ألا ان الأئمة من قريش ... ولاة الخلق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر ... وسبط غيبته كربلآء
وسبط لا يذوق الموت حتى ... يقود الخيل يقدمها اللواء
Page 45