222

Al-ʿiqd al-thamīn fī tārīkh al-balad al-amīn

العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين

Editor

محمد عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٨ م

Publisher Location

بيروت

Genres

الباب التاسع
فى بيان مصلى النبى ﷺ فى الكعبة المعظمة، وقدر صلاته فيها ووقتها، ومن رواها من الصحابة، ومن نفاها منهم رضى الله عنهم أجمعين، وترجيح رواية من أثبتها على رواية من نفاها، وما قيل من الجمع بين ذلك (١).
وعدد دخوله ﷺ الكعبة بعد هجرته إلى المدينة، وأول وقت دخلها فيه بعد هجرته ﷺ (٢).
أما موضع صلاته فى الكعبة: فقد بينه ابن عمر رضى الله عنهما؛ لأن فى البخارى من رواية موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما - «أنه كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حتى يدخل، ويجعل الباب قبل الظهر، يمشى حتى يكون بينه وبين الجدار الذى قبل وجهه قريبا من ثلاثة أذرع، فيصلى، يتوخى المكان الذى أخبره بلال رضى الله عنه: أن رسول الله ﷺ صلى فيه».
وروينا فى الأزرقى: أن معاوية رضى الله عنه «سأل ابن عمر رضى الله عنهما عن مصلى النبى ﷺ فى الكعبة؟ فقال: بين العمودين المقدمين، اجعل بينك وبين الجدار ذراعين، أو ثلاثة».
وأما قدر صلاته هذه: فركعتان، كما فى كتاب الصلاة من صحيح البخارى، من حديث مجاهد عن ابن عمر رضى الله عنهما.
وأما من روى صلاة النبى ﷺ فى الكعبة ـ يوم فتح مكة - من الصحابة: فبلال، وشيبة بن عثمان الحجبى، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس - ولا يصح عنه - وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن صفوان القرشى، وعثمان بن طلحة الحجبى، وعمر بن الخطاب، وأبو هريرة - وإسناد حديثه ضعيف - وعائشة، رضى الله عنهم أجمعين.
وأما الذين نفوها: فأسامة بن زيد، والفضل بن العباس، وأخوه عبد الله، رضى الله عنهم.
وأما ترجيح رواية من أثبت صلاة النبى ﷺ فى الكعبة على رواية من نفاها؛ فلإثباته ما نفاه غيره. وفى مثل هذا يؤخذ بقول المثبت.

(١) انظر: (شفاء الغرام ١/ ١٣٨ - ١٥٤).
(٢) انظر: (شفاء الغرام ١/ ١٥٥ - ١٥٧).

1 / 230