تبغ فرنسي من جميع الأنواع مصنوع في بيت حسن كاشف في شارع بتي توار أمام المطعم الميلاني.
حانوت القبعات الفرنسية يحيط المواطنين علما بأنه أنشأ مصنعا للقبعات خلف مكتب البريد.
كوتشينة جميلة تباع في مطبعة الجيش.
تركتني بعد الظهر وبقيت حتى بعد الغروب لأحضر إحدى الأمسيات غير الرسمية التي يجتمع فيها علماء المعهد ليتبادلوا الحديث عن أعمالهم.
جلسنا بقاعة استقبال كبيرة في حرملك القصر. كان بعضهم يرتدي سترات ذات ياقة عالية تكاد تخفي نصف الوجه، والبعض الآخر في ثياب مهملة. ورأيت كفاريللي الذي يسميه العامة بأبي خشبة بسبب ساقه الخشبية، وكان طويلا مهيبا غزا الشيب شعر رأسه.
جاءت بولين مرتدية ثوبا مقصبا وجلست إلى جواري. أبديت إعجابي بالثوب، فقالت إن الباريسيات يفضلن الآن الموسلين الشفاف، وقد أقلعن عن القماش المقصب الثقيل رغم قيمته لأنه لا يتفتت بسبب كثرة الخيوط الذهبية على عكس الموسلين الذي لا يصمد طويلا للاستعمال.
ومالت علي هامسة: تصور أن زوجة المواطن تاليين وهي مركيزة سابقة ترتدي ملابس شفافة دون أي قميص تحتي، فيمكنك أن ترى كل شيء. تحب ذلك؟ وأضافت دون أن تنتظر إجابتي: ترتدي أيضا جوارب بلون البشرة. يشترك زوجها مع بونابرته في أن زوجتيهما كانتا خليلتين لعضو الإدارة بارا. لم أستوعب تماما حديثها.
افتتح مونج الاجتماع بنتائج إحصاء سكان القاهرة، فقال إن عددهم 300000، وقال: يمكن توطين بضعة آلاف من الفرنسيين في مصر ليزرعوا الأرض ويتاجروا في بضائعها. وعندئذ يغدو هذا البلد أجمل مستعمراتنا وأفضلها موقعا. وقال إن مهمة اللجنة العلمية هي إنجاح هذا الهدف.
لاحظت أن كثيرين من أعضاء اللجنة العلمية لا سيما الشبان لا يشاركون رئيسهم حماسته. تحدث أيضا عن مشروع لشق قناة بين البحرين الأحمر والمتوسط.
ذكر آخر أن طواحين القمح ضعيفة ودقيقها غير ناعم، ولا تقوم بفصل الردة عن الدقيق؛ لذا يكاد يكون من المستحيل أن تأكل في مصر خبزا كخبز باريس.
Unknown page