اكتشفت أن أستاذي أوجز الحديث في أوراقه عن المشايخ المقتولين بالقلعة ولم يذكر أسماءهم.
الأحد 18 نوفمبر
عند عودتي من الخارج اليوم وأنا أرتعش من البرد القارص لم أتمكن من فتح باب غرفتي بالمفتاح. ناديت على جعفر ففشل هو أيضا في فتحه.
أحضرنا القفال فرطب المفتاح بلعابه وهزه كي يحرك الأسنان التي تقفله. لم تنجح المحاولة فانتزع القفل الخشبي بالكماشة وركب قفلا جديدا.
أغلقت باب حجرتي بعد انصرافه. كنت أترك أوراقي دائما تحت وسادتي مرتبة حسب التاريخ. استخرجتها فوجدت صفحاتها مختلطة. كنت مرتابا في أن جعفر يفتش حاجياتي. لا يعرف القراءة لكن ربما أخذ الأوراق إلى الشيخ. وربما كان من فتش غرفتي هو خليل أو الشيخ نفسه.
اقتربت من الحائط وشببت على أصابع قدمي، أزلت الأتربة من شق بين الأحجار، طويت الأوراق ودسستها في الشق. لن يتمكن جعفر من بلوغها بسبب قصر قامته. لكن الشيخ قد يطولها. ثم إن الشق لا يتسع للمزيد من الأوراق.
استعدتها ووقفت أجيل بصري في الغرفة. لم يكن هناك ما يسمح بالغرض. وقع بصري على الصندوق الخشبي الذي يضم أغراضي والكسوة التي يصرفها لي الشيخ. انحنيت فوقه وقلبته. كانت هناك مسافة مقدار ثلاثة قراريط بين قاعه والأرض، وكانت المسافة تتسع لأوراقي. أوشكت أن أضعها ثم فكرت في عمليات الكنس والمسح، فربما حرك الخدم الصندوق من مكانه أو دلقوا ماء في الأرض.
خرجت إلى الحوش. لم تكن هناك بادرة على وجود أحد. فتشت في أركان الإسطبل حتى عثرت على أربعة مسامير. التقطت حجرا من ركن الحوش وعدت إلى غرفتي. أغلقت بابها. قلبت الصندوق ودققت مسمارين في كل جانب على مسافة قيراط من الأرض، ثم دسست الأوراق بين المسامير وقاع الصندوق. وهززته حتى تأكدت من ثبات الخبيئة، ثم أعدته إلى مكانه.
بالليل وأنا على أهبة النوم تخيلت أن الأوراق تراكمت بحيث صارت كتابا يحمل اسمي.
الجمعة 30 نوفمبر
Unknown page