لكن العامة هاجت وهموا بقتل عثمان كتخدا؛ فأغلق دونهم باب الخان، وركب المغربي إلى الحسينية، وطلب محاربة الفرنسيس، فحضر أهل الحسينية إلى عثمان كتخدا يستأذنونه في ذلك، فأمر بالكف عن القتال.
ومر المحروقي بسوق الخشب، وقدامه المناداة بأن لا صلح وبلزوم المتاريس، فمنعه نزلة أمين، ثم فتح باب الوكالة وخرج منها عسكر بالعصي هاجوا في العامة، ففروا وسكن الحال.
السبت 26 أبريل
خرج العثمانية وعساكرهم وإبراهيم بك وأمراؤه ومماليكه، والألفي وأجناده، ومعهم السيد عمر مكرم النقيب، والسيد أحمد المحروقي وكثيرون من أهل مصر إلى الصالحية، وكذلك حسن بك الجداوي وأجناده.
ودخل الفرنساوية إلى المدينة. وطاف المشايخ والأعيان عصر ذلك اليوم بالأسواق منادين بالاطمئنان والأمان.
الأحد 27 أبريل
ركبت المشايخ والوجاقلية وذهبوا إلى خارج باب النصر، وخرج معهم النصارى القبط والشوام وغيرهم، فلما تكامل حضور الجميع رتبوا موكبا وساروا ودخلوا من باب النصر وقدامهم جماعة من القواسة يأمرون الناس بالقيام، وبعض فرنساوية راكبين خيلا وبأيديهم سيوف مسلولة، ينهرون الناس ويأمرونهم بالوقوف على أقدامهم، فاستمرت الناس وقوفا من ابتداء سير الموكب إلى انتهائه، إلى أن قدم ساري عسكر الفرنساوية، وخلف ظهره عثمان بك البرديسي، وعثمان بك الأشقر.
ولما انقضى أمر الموكب نادى الفرنساوية بالزينة، وأعطوا البكري بيت عثمان كاشف كتخدا الحج، فسكن به، وشرع في تنظيمه وفرشه، ولبسوه في ذلك اليوم فروة سمور، فقاموا من عنده فرحين مطمئنين مستبشرين.
الإثنين 28 أبريل
قال أستاذي إن الغبار انكشف عن تعسة المسلمين، وخيبة أمل الذاهبين والمتخلفين، وما جرى من الغارة التي استمرت سبعة وثلاثين يوما إلا الخراب والسخام والهباب.
Unknown page