3 - حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن الاعمش، عن عباية الاسدي قال: كان عبد الله بن العباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس، فلما فرغ من حديثه، أتاه رجل فسلم عليه ثم قال: يا عبد الله انى رجل من أهل الشام، فقال: أعوان كل ظالم إلا من عصم الله منكم، سل عما بدالك، فقال: يا عبد الله بن عباس انى جئتك اسألك عمن قتله علي بن أبى طالب من أهل لا إله إلا الله لم يكفروا بصلاة، ولا بحج ولا بصوم شهر رمضان، ولا بزكاة، فقال له عبد الله: ثكلتك أمك، سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك، فقال: ما جئتك أضرب اليك من حمص للحج ولا للعمرة ولكني أتيتك لتشرح لي أمر علي بن أبى طالب وفعاله، فقال له: ويلك ان علم العالم صعب لا تحتمله ولا تقربه القلوب الصدئة، أخبرك ان علي بن أبى طالب كان مثله في هذه الامة كمثل موسى والعالم عليهما السلام. وذلك ان الله تبارك وتعالى قال في كتابه: يا موسى انى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامي فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) فكان موسى يرى ان جميع الاشياء قد اثبتت له، كما ترون أنتم ان علماؤكم قد أثبتوا جميع الاشياء، فلما انتهى موسى عليه السلام إلى ساحل البحر فلقى العالم، فاستنطق بموسى ليصل علمه. ولم يحسده كما حسدتم أنتم علي بن أبى طالب وانكر تم فضلة، فقال له موسى عليه السلام: هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا، فعلم العالم ان موسى لا يطيق بصحبته، ولا يصبر على علمه، فقال له: انك لن تستطع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟ فقال له موسى: ستجدني انشاء الله صابرا لا اعصى لك امرا. فعلم العالم ان موسى لا يصبر على علمه، فقال: فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا، قال فركبا في السفينة فخرقها العالم وكان خرقها لله عز وجل رضى. وسخط
--- [ 65 ]
Page 64