لأنك تتراجع كثيرا حين تحارب.
بارولس :
هذا مقصود لغرض.
هيلين :
وكذلك القرار حين يبشر الخوف بطلب السلامة، ولكن شجاعتك وجبانتك اتفقتا على فضيلة خفة القدم، وسرعة الخطى، وإني ليروقني جدا هذا المظهر.
13
بارولس :
إن لدي من المشاغل ما يجعلني عاجزا عن الرد عليك بما يفحمك، سأتخلق بأخلاق حاشية الملوك، وسيساعد علمي على تغيير طبعك، فتصبحين قديرة على أن تأخذي بنصيحة للبلاطي العتيد ومشورته وتدركي ماذا تفرضه المشورة عليك، وإلا مت في جحودك ونكرانك، وذهب بك جهلك، وداعا، وإن وجدت فراغا من العمل، فاعكفي على صلاتك، وإن لم تجدي فراغا فاذكري صحابك، واظفري لنفسك بزوج طيب وعامليه بمثل ما يعاملك، والآن وداعا. (يخرج.)
هيلين :
إن دوائنا كثيرا ما يأتي من أنفسنا، وإن عزوناه إلى السماء أحيانا، إن السماء التي يقال إنها تتصرف في أقدارنا قد أتاحت لنا المجال واسعا حرا، فلا تردنا عما نبغي من خطط متراخية، إلى حين تجدنا فاترين، أي قوة هذه التي تجعلني أحب من هو شأنه أعلى من شأني، وأنظر ولا أمتع بمن يطالع ناظري، إن الطبيعة، على بعد المسافة بين الحظوظ والأخطار، تجمع بين الأشباه والنظائر، حتى ليتراءوا أندادا، إن الفعال الجريئة لتبدو مستحيلة لمن يبالغون في الخوف من جهدهم، ويغالون بأخيلتهم في حساب متاعب سعيهم، فلا يحاولون أمرا لا يجدون أمثلة له أمام أعينهم، ويظنون أن ما كان لا يمكن أن يكون، ومن تلك التي تجاهد في إبراز مواهبها إذا كانت قد فشلت في الظفر بحبيبها، وقد يخدعني مشروعي بشأن مرض الملك وعلته ولكن عزيمتي ثابتة وطيدة فلن تخذلني. (تخرج.)
Unknown page