الكونتسة :
أستغفر الله، ولن تكونا في خدمتي إلا إذا أذنتما لي بأن أقوم بخدمة أؤديها لكما من واجب الوفادة والتكريم. (تخرج هي والشريفان.)
هيلين : «لن يكون لي بفرنسا شأن، ما بقي لي فيها زوج ...»، لن يكون لك في فرنسا يا روسيون زوجة، لن يكون لك أحد يا روسيون في فرنسا، وإذن سيعود إليك كل ما كان لك فيها، واها لك يا مولاي، أأنا التي تطردك من وطنك، وتعرض طراءة بدنك لأحداث الحرب وأهوالها، وهي لا تبقي ولا تذر؟ أأنا التي تبعدك عن البلاط ومباهجه، حيث الغيد يثأرنك بأعينهن والحسان يرسلن إليك سهام لواحظهن، لتكون هدفا لقذائف النيران، المنبعثة وسط ذوائب الدخان؟ أيتها المقاذيف الرصاصية التي تمرق في مثل سرعة الشهب، انطلقي غير مسددة، وانبعثي غير مصوبة ولا مؤكدة، ومزقي الفضاء ودوي في أرجائه مخترقة، ولا تمسي مولاي بسوء، وكل من يسدد الرمية إليه، أنا غريمته، وكل من يرسل الطلقة إلى صدره، أنا ملاحقته، ولئن لم أقتله، كنت السبب في قتله، وعلة منيته، إني لأوثر أن ألقى الأسد وهو يزأر من فرط الجوع، وأن تتناهبني مجتمعة كل ما في العالم من مصائب، وما في الخليقة من خطوب ... كلا، يا روسيون، عد إلى وطنك، من حيث لا تصيب من الشرف بتعرضك للخطر غير جرح وندبة، ولكن قد يكون الهلاك نصيبك والخسارة، لأذهب أنا، ما دام مقامي هنا، هو الذي يحول دون رجعاك، أفأقيم هنا لتظل أنت بعيدا، وعن وطنك مصروفا مذودا؟ كلا، ثم كلا! ولو كان نسيم الجنة على هذا البيت مطلقا هابا، والملائكة فيه حاشدين، سأذهب لعل نبأ فراري ينزل على سمعك مواسيا، ويطالع أذنيك معزيا أيها الليل أقبل، لتختم النهار، لأني مع الظلام المسترق، سأسترق الخطى هاربة، أنا اللصة المسكينة ... (تخرج.)
المشهد الثالث
أمام قصر الدوق (طبول - يدخل دوق فلورنسا وبرترام وضباط وجنود - وبارولس وغيرهم.)
الدوق :
أنت قائد فرساننا، وإن لنا لأملا كبيرا فيك، وواضعون أصدق حبنا وثقتنا بمستقبلك الباهر، وغدك المجيد.
برترام :
مولاي. إنه لعبء فادح تنوء به قواي، ولكني سأجتهد في حمله، لمرضاتك إلى أبعد حد.
الدوق :
Unknown page