من الآن فصاعدا، سأكون متلهفا جدا لمعرفة رأيك في شرحي لتشابه الأجنة. يؤسفني القول إن آراءنا مختلفة بشأن التصنيف. هل أدركت الآن يا هكسلي تورطك في الحجاج بناء على معتقدك الشخصي فيما يتعلق بمثال الدب والكنغر؟
من إيرازموس داروين (شقيقه) إلى تشارلز داروين
23 نوفمبر [1859]
عزيزي تشارلز
إنني مصاب بدوار شديد جدا إلى حد أنني لا أعرف ما إذا كنت أستطيع الكتابة أم لا، لكني على أي حال سأدون بإيجاز بضعة تعليقات قالها الدكتور.
12
لم يتجاوز قراءة نصف الكتاب إلا بقليل؛ لذا يقول إنه لا يستطيع التصريح باستنتاج معين، وأرى من وجهة نظري أنه يود البقاء هكذا ... من الواضح أنه في حيرة فظيعة، ويواصل القول إنه لم يحسم موقفه بتبني أي من الرأيين، وإنه دائما ما يترك لنفسه مهربا بالطريقة التي يتحدث بها عن الضروب. تصادف أنني تحدثت عن مسألة العين قبل أن يقرأ هذا الجزء، وقد عبر عن انبهاره ببنيتها ووظيفتها وما إلى ذلك، ورأى ذلك مستحيلا تماما، لكنه حين قرأه، همهم وتلعثم، وربما رآه ممكنا بعض الشيء، ثم نكص عائدا إلى ما كان عليه عند جزء عظام الأذن، الذي فاق كل حدود المحتمل أو الممكن. ذكر عيبا طفيفا، لاحظته أنا أيضا، ألا وهو أنك، عند حديثك عن النمل المستعبد الذي يحمل بعضه بعضا، تغير النوع دون سابق إنذار؛ مما يجعل القارئ يعيد القراءة إلى جزء سابق ... ... أما عن رأيي، فصدقا أراه أكثر الكتب التي قرأتها إثارة للاهتمام على الإطلاق، ولا يمكن أن يضاهيه إلا باكورة معرفتي بالكيمياء، التي أدخلتني عالما جديدا، أو بالأحرى أغوارا خفية لا يعرفها أحد. من وجهة نظري، أجد أن التوزيع الجغرافي، أعني علاقة الجزر بالقارات، هو أشد الأدلة إقناعا، وكذلك علاقة الأشكال الأقدم من الأنواع بالأشكال الموجودة حاليا. يمكنني القول إني لا أشعر أن عدم وجود بعض الضروب دليل كاف، لكني على كل حال لا أعرف إطلاقا، لو كان كل شيء حي الآن متحفرا، أكان علماء الحفريات يستطيعون تمييزه أم لا. وفي الحقيقة، الاستدلال المنطقي البديهي مقنع لي تماما إلى حد أنني، إذا لم تكن الحقائق متماشية معه، حسنا، كنت سأشعر بأن الحقائق خاطئة ولا أكترث بها. لقد جعلتني الحمى في حالة من الفتور الشديد إلى حد أنني أقول يا ليتني درست مسألة الانتقاء الطبيعي بإمعان قبل ذلك.
شقيقك المحب
إي إيه دي
من تشارلز داروين إلى سي لايل
Unknown page