وهكذا استطاع أبو زيد ترجيح كفة الهلاليين ورد جنود الزناتي منسحبين مدحورين على «أربع عشرة مرحلة أو انسحابا»، إلى أن ارتد الزناتي داخلا أبواب تونس التي أغلقت خلفه سريعا، وأبو زيد يواصل مطاردته إلى أن خلع أبوابها بحرابه مشرفا.
وما إن انتهت الواقعة حتى عاد أبو زيد الهلالي إلى حبسه وقيوده كما كان التزاما بأمر السلطان حسن، رغم أنه على ما يبدو قد أصيب، أو على حد قول حاكم العراق الخفاجا عامر الذي ذكر في أشعاره: كان ملسوعا، يعاني في قيوده الآلام المبرحة.
ولكن رغم هذه الانتصارات المؤقتة خلت الساحة للزناتي ليصول ويجول موقعا الهزائم بالهلاليين نتيجة لغياب قطبي التحالف الهلالي دياب وأبي زيد ، ووصل الزهو بالزناتي إلى حد إعلان تحديه بالحرب والنزال للسلطان حسن بن سرحان ذاته، الذي نازله مرات على رأس قواته لكن دون إحداث تقدم محقق، إلى أن طالبته القبائل الهلالية بالكف عن منازلة الزناتي.
واستقر إجماع مجلس المشورة على أن ينازل الخفاجا عامر الزناتي بدلا منه، رغم محاولة خليفة الزناتي تحييد الخفاجا عامر عن طريق مفاوضاته ومساوماته له بهدف إخراجه من التحالف الهلالي، كما يتضح من شعر الخفاجا:
أمس أرسل الزناتي يقول لي
كلاما أكيدا واضح الأسرار
يقول لي يا أمير اترك قتالنا
وكف عنا جملة الأضرار
وعدني بالمال والملك والعطا
يرغبني في معدن وإبهار.
Unknown page