قلت: بالصراع حول من يكون السيد: النظام، أو الإنسان. وضحكنا، طويلا، وكثيرا.
دورنمات في مصر
قبل أن نستأنف هذا الحوار مع دورنمات، والذي سيقول فيه آراء عن الإسلام، وعن إسرائيل، وعن المسرح، والفلسفة، والفن، وحتى عن نفسه، قبل هذا أحب أن أقول للقراء خبرا، أن دورنمات سيزور القاهرة في نوفمبر القادم، فبعد الحوار الحافل الذي دار بيننا قلت له: هل تحب أن تزور القاهرة؟
وجدته يتردد.
فقلت: إنها ليست دعوة رسمية، إنها دعوة شخصية مني أنا، أو بالأصح هي دعوة من مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد ومخرجي المسرح التي أتشرف بكوني مسئولا عنها ونائبا لرئيسها شيخ كتابنا المسرحيين توفيق الحكيم، إنني باسم هؤلاء المسرحيين أدعوك لزيارة القاهرة، قلت له هذا رغم علمي أنه يكره السفر، ليس فقط إلى خارج سويسرا، وإنما حتى إلى خارج نيوشاتل التي يقيم فيها، وله سنون لم يسافر أبدا إلى الخارج، ولكني قلته اعتمادا على نوع من الفراسة الداخلية، ألتقط وأحس بها الناس أو بما في الناس بطريقة ما زلت لا أعرفها، تماما مثلما جاءتني فكرة زيارته وأنا عند أخت ذلك الناشر في أحد وديان جبال الألب.
وها أنا ذا لا أفاجأ - وإن كان مفروضا أن أفاجأ - حين قال: إني أتمنى زيارة القاهرة، فعلا، وكذلك زوجتي. الجديدة طبعا؛ فزوجته السابقة التي عاش معها أكثر من ستة وثلاثين عاما، والتي رسمها بأكثر من طريقة، والتي كانت معبودته، كما يقولون، وتوقعوا أن يموت أو على الأقل يتوقف عن نشاطه الفني تماما بعد أن ماتت، الذي حدث أنه تزوج بعدها من شابة ألمانية تعمل مخرجة في شبكة التليفزيون التي تغطي منطقة أوروبا الناطقة بالألمانية، ألمانيا والنمسا والجزء الألماني من سويسرا وبعض أجزاء يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.
قلت: سيكون رائعا لو صحبتك زوجتك، وأرجو أن نستطيع أن ندبر لها برنامجا خاصا باعتبار أنك ستكون مشغولا ببرامج أخرى.
قال: لا حاجة بك لأي تدبير؛ فهي تعشق مصر، وطالما صرحت لي بأنها تريد أن تصنع فيلما عن مصر، وأعتقد أنها ستفعل ذلك إذا ذهبنا.
وجهت له هذه الدعوة حتى لو كنت سأدفع تكاليفها كلها من جيبي المتواضع الخاص، فنحن في مصر منذ زيارة سارتر للقاهرة بدعوة من مؤسسة الأهرام، ومنذ زيارة جارودي بدعوة من الأهرام أيضا، لم نحاول أن ندعو كاتبا أو مفكرا عالميا لزيارة مصرنا التي يحبها العالم بقدر ما نضيق نحن - أحيانا - بها!
وحتى قلت لنفسي: لو وجدت المبلغ المطلوب كبيرا فسأحاول أن أقنع الأستاذ إبراهيم نافع بأن يقدم لي قرضا أو عونا أو تدفعه النخوة ليقول: بل الأهرام هو الذي سيتكفل بنفقات الزيارة.
Unknown page