Soranus
8
وذكراهم ما تزال جديدة مدوية، فما أودى بهم سوى أنهم إذ نشئوا على تعاليمي فقد بدوا ناشزين عن أخلاقيات الطغام مستخفين بها، لا عجب أن تتقاذفنا العواصف الهوج في بحر الحياة هذا ما دام همنا الأكبر هو أن نغضب الأشرار، ورغم كثرتهم العددية الهائلة فإن بوسعنا أن نزدريهم؛ لأنهم لا هادي لهم، إنما يحدوهم الجهل فيخبطون خبط عشواء، فإذا عن لهم أن يجدوا في حملتهم علينا فإن قائدنا، العقل، يسحب قواته إلى قلعته تاركا هؤلاء منشغلين بجمع أتفه الغنائم، هنالك يمكننا أن نطل عليهم من أعلى حصننا المنيع، سالمين من غارتهم ضاحكين من حماقتهم.»
9
الفصل الرابع
مكائد السياسة
من وطن نفسه على الحياة الهادئة مصطلحا مع قدره،
ووضع الموت المتغطرس تحت قدميه؛
فإن بوسعه أن ينظر إلى حدثان الدهر في وجهه،
وألا يؤخذ بنعيمه ولا بؤسه،
Unknown page