بينما يلبي دعوة الأشقياء إذ يدعونه،
ولكن آه له الآن إذ يصم آذانه عن المقهور المعذب،
ويأبى أن يكفكف دموعه السخينة
يوم كان الحظ الغادر يجتبيني ويغدق علي عطاياه الفارغة
كانت لحظة الحزن تعصف بي أو تكاد؛
أما الآن وقد اكفهر وجهه الخداع،
فقد راح الزمن الرديء يتمطى ويتطاول بأيام سمجة مملة
لماذا تعدونني سعيدا إذن يا أصدقائي؟
فسقوط المرء دليل على أنه لم يكن راسخ القدم.
بينما كنت صامتا أتأمل في نفسي هذه الأفكار، وأصعد هذه الزفرات إذ أدونها بقلمي، راعني سمت امرأة جليلة المظهر تقف أمامي، عيونها وهاجة نافذة بقدر يتجاوز القوة البشرية المعتادة، كانت مثقلة بالسنين بحيث يتعذر أن أتصورها من زمننا، غير أنها تتمتع بنضرة وقوة لا ينضب معينها، أما طولها فمن الصعب التيقن منه: فتارة تبدو في حجم البشر العادي، وطورا تتسامق حتى تطاول عنان السماء برأسها ... رأسها الذي حين ترفعه ربما تخترق السماء نفسها ويحسر عنها البصر البشري.
Unknown page