ف : «أما وقد تحققنا من أن الله يسير الأشياء جميعا بمقود الخيرية، وأن الأشياء جميعا، كما قلت، لديها نزوع طبيعي نحو الخير، فلا محل للشك بأنها تسعى بملء إرادتها وتمتثل طواعية لإرادة ربانها ومدبرها الأعلى.»
ب : «هو ذاك يقينا؛ إذ لن تبدو قيادة سعيدة إذا كانت نيرا مفروضا على رقاب مكرهة لا تسليما راضيا مرضيا.»
ف : «لا يمكن لأي شيء، إذن، أن يعصي الله ويكون مخلصا لفطرته.»
ب : «لا يمكن.»
ف : «وإذا أراد العصيان فلن يربح في النهاية؛ حيث إنه يعصي من تبينا أنه أعلى سلطة فيما يتصل بالسعادة.»
ب : «لن يربح بكل تأكيد.»
ف : «أيكون ثمة من شيء، إذن، يمكن أن تكون لديه الإرادة أو القدرة على مناوأة الخير الأسمى؟»
ب : «لا أعتقد.»
ف : «إنه الخير الأسمى، إذن، ذاك الذي يدبر كل شيء بقدرة ورأفة.»
ب : «ما أسعدني بحديثك، بما برهنت عليه بأقوى الحجج، وعلى الأخص بأسلوبك في البرهان،
Unknown page