Cawd Ila Bad
عود على بدء
Genres
ورميت إليه كيس النمل وقلت: «خذ. خذ. لقد خيبت أملى».
فقال وهو يحاول أن يتألفنى من نفرتى: «يعز على أن أخيب لك أملا يا سيدى. ولكن هذا ما اعتدت أن تطلب دائما، على أنى أستطيع أن أجمع لك قليلا من الضفادع، إذا أمهلتنى ساعة أو نحوها».
فلوحت بيدى وقلت يائسا: «ضفادع ونمل؟ ما هذا الكلام الفارغ؟ ألا تفهم؟ إن ههنا جريمة يوشك أن ترتكب، ولا يجدى فى منعها ضفدع أو نملة.. كلا. لا أقل من أفعوان كبير ... أو لعل العقارب تكفى. وعسى أن يكون أمرها أسهل».
فقال: «يا سيدى ماذا جرى لك؟ أى جريمة؟ هل أنت مريض»؟
وهم بالدنو منى وجسنى، فتراجعت وأشرت إليه أن خلك حيث أنت. وقلت بلهجة مرة: «هل أنا مريض؟ لا أسمع غير هذا السؤال كلما عجز الناس أن يفهموا عنى ... كلا لست مريضا. ولم أمرض قط، وليس فى نيتي أن آمرض إذا كان يسرك أن تعرف هذا. فاذهب وهات العقارب، وإلا فهذا آخر العهد بيننا ... وخذ هذا النمل معك، فما بى إليه حاجة، وما غناء نملة صغيرة يدوس الواحد منا ملايين منها ولا يحس أنه داس شيئا؟ أو خله هنا ... اتركه فقد ينفع الصغير من النمل فى الصغير من الأمور».
وذهب الرجل يبحث عن العقارب أو لا يبحث، فما عاد إلى فى نهاره، ولا رأيت وجهه إلا بعد العشاء لما ... ولكن هذا سيجىء فى أوانه فلا داعى لتقديمه.
وطال انتظارى، سنة أو سنتين، فيما أحس، وما مضت إلا دقائق إذا صدقت الساعة الموضوعة قريبا من السرير.
وضاق صدرى ففتحت الباب وخرجت إلى الردهة، فرأيت الفتاة المعهودة تهم بدخول غرفة أخرى فقلت: «سسس..».
فتنبهت وارتدت إلى وقالت بابتسام: «أليس لى اسم يا بابا»؟
قلت: «معذرة فقد نسيت».
Unknown page