============================================================
الا أن يتفق دخوله على قوم يعلم منهم فرحهم بموافقته.
ويستحب أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار، ولا يخرج الضيف بغير إذن صاحب الدار ويجتنب المضيف التكلف، إلا أن يكون له نية فيه من كثرة الإنفاق، ولا يفعل ذلك حياء وتكلفا.
واذا أكل عند قوم طعائا فليقل عند فراغه، إن كان بعد المغرب، "أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة) وروى أيضا: "عليكم صلاة قوم أيسرار ليسوا بآثمين ولا فجار، يصلون بالليل ويصومون بالنهار)) كان بعض الصحاية يقول ذلك.
ومن الأدب : ألا يستحقر ما يقدم له من طعام، وكان بعض أصحاب رسول يقول: ما ندرى أيهم أعظم وزرا الذى يحتقر ما يقدم إليه، أو الذى يحتقر ما عنده أن يقدمه؟!.
ويكره أكل طعام المباهاة، وما تكلف للأعراس والتعازى، فما عمل للنوائح لا يؤكل، وما عمل لأهل العزاء لا بأس يه، وما يجرى مجراه.
وإذا علم الرجل من حال أخيه أنه يفرح بالانبساط إليه فى التصرف فى شىء من طعامه فلا حرج أن يأكل من طعامه بغير إذنه قال الله تعالى: أو صديقكم )(1) قيل: دخل قوم على سفيان الثورى فلم يجدوه، ففتحوا الباب وأتزلوا السفرة وأكلوا، فدخل سفيان، ففرح وقال: (اذكرتمونى أخلاق السلف. مكذا كاتوا)). ومن ذعى إلى طعام فالإجابة من الستة. وأؤكد ذلك الوليمة، وقد يتخلف بعض الناس عن. الدعوة تكبرا وذلك خطأ، وإن عمل ذلك تصنعا ورياء، فهو أقل من التكير، روى أن الحسن بن على مر يقوم من المساكين الذين يسألون الناس على الطرق وقد نثروا كسرا على الأرض، وهو على بغلته، فلما مر بهم سلم عليهم، فردوا عليه السلام، وقالوا: هلم الغذاء يا ابن رسول الله. فقال: نعم، إن الله لا يحب المتكبرين ثم ثئى وركه فتزل عن دابته، وقعد معهم علسى الأرض وأقبل يأكل، ثم سلم عليهم وركب.
وكان يقال: الأكل مع الإخوان أفضل من الأكل مع العيال.
روى أن هارون الرشيد دعا أبا معاوية الضرير، وأمر أن يقدم له طعاما، فلما أكل صب الرشيد على يده فى الطست، فلما فرغ قال: يا آبا معاوية، تدرى من صب على يدك؟
قال: لا قال: أمير المؤمنين قال: يا أمير المؤمنين: إنما أكرمت العلم وأجللته، فأجللك الله تعالى واكرمك كما اكرمت العلم.
(1) من آية 11 من سورة النور.
Page 158