89

Catb Jamil

العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل

والقدح فيه بقبول جوائز الأمراء ورد ذلك بأن البدعة إن ثبتت لا تضر حديثه لأنه غير داعية وقبول الجوائز لا يضر إلا عند المتشددين وخالفهم الجمهور وأما الكذب فأشد ما روي عن ابن عمر أنه قال لنافع لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس وكذا ما روي عن سعيد بن المسيب إنه قال ذلك لبرد مولاه ثم ذكر أن علي بن عبد الله قيد عكرمة لكذبه على أبيه وروي عن ابن سيرين أنه قال فيه لما سئل عنه ما يسؤني أن يدخل الجنة ولكنه كذاب، وكذبه عطاء أيضا وكذبه يحيى بن سعيد الأنصاري وأمر مالك أن لا يؤخذ عنه قال الشافعي وهو يعني مالكا سيء الرأي في عكرمة قال لا أرى لأحد أن يقبل حديث عكرمة وقال القاسم عكرمة كذاب يحدث غدوة بحديث يخالفه عشية وقال ابن سعد عكرمة بحر وتكلم الناس فيه وليس يحتج بحديثه وأما من قال أنه يرى رأي الخوارج فروى أنه وفد على نجدة الحروري فأقام عنده تسعة أشهر ثم رجع إلى ابن عباس فسلم عليه فقال قد جاء الخبيث قال فكان يحدث برأي نجدة قال وكان نجدة أول من أحدث رأي الصفرية وقال أحمد كان يرى رأي الخوارج الصفرية وعنه أخذ أهل افريقية وقال ابن المديني إنه كان يرى رأي نجدة وقال ابن معين كان ينتحل مذهب الصفرية ولأجل هذا تركه مالك وقال مصعب الزبيري كان يرى رأي الخوارج وزعم أن علي بن عبد الله بن عباس كان هو على هذا المذهب قال مصعب وطلبه بعض الولاة بسبب ذلك فتغيب عند داود بن الحصين إلى أن مات وقال خالد بن أبي عمران المصري دخل علينا عكرمة افريقية وقت الموسم فقال وددت أني اليوم بالموسم بيدي حربة أضرب بها يمينا وشمالا وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء وبالمغرب إلى وقتنا هذا قوم على مذهب الأباضية يعرفون بالصفرية يزعمون أنهم أخذوا ذلك عن عكرمة وقال يحيى بن بكير قدم عكرمة مصر فنزل بها دارا وخرج منها إلى المغرب فالخوارج الذين بالمغرب أخذوا عنه

Page 93