Casr Suryan Dhahabi
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
Genres
وأول من جرت له صلات مع الصليبيين من السريان هو أثناسيوس السابع البطريرك الأنطاكي (1091-1129م)؛ فإنه زار غير مرة جوسلين ملك الصليبيين في «تل باشر»
2
عاصمته، وأقام في بلاطه عدة أيام محفوفا بالتوقير والإجلال.
3
ولما توفي البطريرك المشار إليه كتب جوسلين إلى أساقفة السريان في الحضور إلى تل باشر عاصمته لانتخاب بطريرك جديد، فلبوا طلبة الملك وعقدوا مجمعا في كنيسة الفرنج ترأسه المفريان ديونيسيوس موسى (1121-1142)، وأجمعت كلمتهم في 17 شباط 1129 على انتخاب الراهب موديانا رئيس دير «الدوائر» المجاور لأنطاكية بطريركا أنطاكيا، وسموه يوحنا الخامس عشر (1129-1137)، واحتفلوا في تلك الكنيسة برتبة التنصيب احتفالا عظيما، وسلموا إليه العكاز البطريركي بحضور الملك جوسلين ووزرائه وأرباب مملكته، وفي جملة أولئك الوزراء كان ميخائيل بن شومنا شقيق باسيل مطران الرها.
4
وأثبت ابن العبري أن جوسلين لما شعر بدنو أجله عام 1157 وهو في سجن حلب، استأذن الحاكم المسلم في الذهاب إلى كنيسة السريان، وهناك قام بفروضه الدينية لدى إغناطيوس مطرانها السرياني، وتناول الأسرار من يده،
5
وبعد ذلك عاد جوسلين إلى السجن وفيه توفاه الله تعالى، ثم أقيم له مأتم حافل اشترك فيه المسلمون والمسيحيون، وشيعوه قاطبة إلى تلك الكنيسة ودفنوه ضمنها في ضريح خاص.
وابتنى السريان كنيسة جديدة لأبناء جماعتهم في أنطاكية ما عدا كنيستيهم القديمتين، وقد باركها بأبهة عظيمة بطريركهم أثناسيوس الثامن (1139-1166)، وتصدرت تلك الحفلة الكبرى إيزابيل الملكة، يحف بها أركان البلاط الملكي، وجمهور غفير من الأحبار والقسان والرهبان الفرنج والسريان.
Unknown page