جزاء وكيل التاجر المد بالمد
مفيد ومتلاف سبيل ثرائه
إذا ما غدا أو راح كالجزر والمد
أخالد إن الحمد يبقى لأهله
جمالا ولا تبقى الكنوز على الكد
فأطعم وكل من عارة مستردة
ولا تبقها إن العواري للرد
فأعطاه خالد ثلاثين ألف درهم، وكان قبل ذلك يعيطه في كل وفادة خمسة آلاف درهم، وأمر خالد أن يكتب هذان البيتان الأخيران في صدر مجلسه الذي كان يجلس فيه، وقال ابنه يحيى: آخر ما أوصاني به أبي العمل بهذين البيتين.
ولقد أشرنا في كلمتنا عن الهادي إلى مبلغ إخلاص يحيى بن خالد البرمكي للرشيد في أيام الهادي حينما شرع في خلع هارون من ولاية العهد، وإن الأخبار التي رواها الطبري في سنة سبعين ومائة ناطقة بولاء يحيى وصدق إخلاصه.
ويجدر بنا هنا أن نقتطف موقفين كمثل لمواقف يحيى مع الهادي ذودا عن الرشيد وحقوق الرشيد؛ فإنهما يعطياننا صورة من إخلاص آل برمك للرشيد ومبلغ ما روع به يحيى في سبيل الرشيد.
Unknown page