127

قالوا: فكان خالد بن برمك يعمل عمل الوزراء ولا يسمى وزيرا ... كان خالد عظيم المنزلة عند الخلفاء، قيل: إن السفاح قال له يوما: يا خالد، ما رضيت حتى استخدمتني! ففزع خالد وقال: كيف يا أمير المؤمنين وأنا عبدك وخادمك؟! فضحك وقال: إن ريطة ابنتي تنام مع ابنتك في مكان واحد، فأقوم بالليل فأجدهما قد سرح الغطاء عنهما، فأرده عليهما. فقبل خالد يده وقال: مولى يكتسب الأجر في عبده وأمته.

وكثر الوافدون على باب خالد بن برمك، ومدحه الشعراء، وانتجعه الناس، وكان الوافدون يسمون سؤالا، فقال خالد: إني أستقبح هذا الاسم لمثل هؤلاء وفيهم الأشراف والأكابر! فسماهم الزوار، وكان خالد أول من سماهم بذلك، فقال له بعضهم: والله ما ندري أي أياديك عندنا أجل، أصلتنا أم تسميتنا؟

ولقد مدحه بشار بن برد فقال فيه:

لعمري لقد أجدى علي ابن برمك

وما كل من كان الغنى عنده يجدي

حلبت بشعري راحتيه فدرتا

سماحا كما در السحاب مع الرعد

إذا جئته للحمد أشرق وجهه

إليك وأعطاك الكرامة بالحمد

له نعم في القوم لا يستثيبها

Unknown page