5

ولفت سيجارة ثانية فتمتمت عين: الشكر لله؛ فالليل جميل.

فرمقتها أم سيدة بنظرة طويلة ثم قالت: عندي ما هو أجمل. - ما عندك إلا حديث الزواج أو اغتياب عبد من عباد الله. - إنه حديث زواج! - حقا؟ ... عندك عروس لعزت؟

فقالت المرأة بابتهال: بل عندي عريس أو أكثر إن شئت.

فنظرت إليها بارتياب على ضوء القنديل الأزرق، فقالت أم سيدة: وأنت العروس المنشودة!

لوحت عين بيدها محتجة وهتفت: عليك اللعنة.

فقالت بحماس متصاعد: ما من رجل أصيل في حارتنا ...

ولكن عين قاطعتها: احتشمي يا ولية! - يا ست الستات ما زلت شابة جميلة.

فقالت بحدة: لو أردت الزواج ما لبثت حتى اليوم أرملة. - ولم تبقين أرملة؟ - هس.

زجرتها وهي تتطلع نحو السور القديم وقد علاه البدر، عظيم الثراء، عميق الحمرة، واني الضياء يبدأ رحلته. تركتها تنعم بالنظر، ولكنها أصرت على الرجوع إلى الموضوع، فقالت: ورب القمر ...

غير أنها قاطعتها بلهجة حاسمة: كفى يا أم سيدة، إنه عزت، إنه عزت وكفى.

Unknown page