16
تركته في دوامة؛ دوامة لا تبقي عضوا واحدا في موضعه الطبيعي. الدنيا ألوان وأصوات وأفكار وملائكة وشياطين متلاطمة. ثمل بالثقة، تحفز للمساعدة، تحير طويلا، عبره طرب مجهول. وكان عليه أن يهتدي إلى فكرة، وتعترض أفكاره صورة حمدون في لباس السجن، أو فوق المشنقة. يقول لنفسه بصوت مسموع: لا بد من خطوة لإنقاذ الموقف، لا يجوز أن تهجر بدرية أو تترمل، لا يجوز!
عليه أن يكون عند حسن الظن به، عليه ألا يهمل واجبه. القدر أيضا لا يهمل واجبه.
عند انتهاء الليلة قبل الختامية قال عزت لحمدون: أود أن أحتفل بالنجاح في شقتك، ولا أريد رابعا معنا!
بهت حمدون عجرمة وقال: لست الليلة على ما يرام! - سوف ينعشك الويسكي.
فتساءل مترددا: أليست شقتك أوفى بالغرض؟ - ولكنها غير خالية! - دعنا نر عشيقتك الجميلة!
فتساءل عزت باستياء: كأنك لا ترحب بي! •••
ما كاد يستقر بهم المقام في الشقة حتى دق الجرس. هرع حمدون إلى الباب، عاد بعد دقائق وقد زايله التوتر. رفع عزت كأسه قائلا: صحتكما ... أزائر في هذه الساعة من الليل؟
فأجاب حمدون ضاحكا: طارق أضله الظلام!
شرب جرعة وهو يردد بصره بينهما، ثم تمتم: لا تحاولا خداعي. - خداعك؟! - لا تحاولا خداعي.
Unknown page