وتوفي ابو حامد محمد 13 بن محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري بالموصل وكان قاضيها، وقبل ذلك كان قاضي حلب وكان رئيسا جوادا ذا مروءة عظيمة، يرجع الى دين وافر واخلاق جميلة. وفي:
سنة سبع وثمانين وخمسمائة
سار تقي الدين 14 من الشام الى بلاد الجزيرة وكان قد اقطعه عمه صلاح الدين حران والرها 15 بعد اخذها من مظفر الدين فلما عبر الفرات واصلح حال البلاد سار الى ميافارقين وكانت يومئذ له، فقصد مدينة حاني 16 من ديار بكر فحصرها وملكها وكان في تسعمائة 17 فارس، فلما سمع سيف الدين بكتمر 18 صاحب خلاط جمع عساكره وسار نحو تقي الدين في اربعة الاف فارس فلما التقى بتقي الدين اقتتلوا قتالا شديدا فانهزم بكتمر واصحابه وتبعهم تقي الدين حتى دخل بلادهم وسار الى خلاط فحصرها ولم يكن في كثرة من العسكر فعاد عنها وقصد ملاذكور 19 وحصرها وضيق عليها فطلب اهلها منه مهلة معلومة فاجابهم الى ذلك وابتدأ به المرض فمات قبل انقضاء المهلة بيومين فتفرقت العساكر عنها وحمله ابنه واصحابه ميتا الى ميافارقين وعاد بكتمر الى ملكه بعد أن اشرف على الزوال.
Page 211