Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Genres
وفي يوم الرابع من جمادى الاخرة خلع 6 على مجاهد الدين ابي الميامن ايبك الخاص المستنصري في الحضرة المقدسة المستنصرية، وقدم له فرس عربي بعدة كاملة، فقبل حافره وركب من باب الاتراك تمييزا له ورفع وراءه اربعة عشر سيفا محلاة بالذهب الى غير ذلك وخرج بين يديه جماعة من خدم الخلافة، ووجوه ارباب الدولة، وقصدوا داره بدرب الدواب 7 وفي اجتيازه على باب 8 البدرية نثر عليه خادم من خدم شرف الدين اقبال الشرابي اربعة دينار في طبقين فضة وفي اجتيازه بدرب الدواب نثر عليه 9 ايضا ذهب في عدة مواضع وكان وراءه الاعلام المنعم عليه بها والطبول واحد عشر جملا 153 / أ/كوسات مجلدة حمرا، وجملان نقارات صفرا واحد عشر بوقا طوالا وقصارا تركية، وبوق للنفير به خيط ابريسم 10 وثلاث شرابات وفي عشية 11 هذا اليوم نقل له من ديوان الابنية أحد عشر طبلا، واحدى عشرة قصعة وزوج صنج 12 برسم طبل النوبة في الصلوات الثلاث. ولما دخل داره نثر عليه الفا دينار من بابه الى حيث نزل عن مركوبه.
وفي هذه الليلة وهي ليلة الزفاف ليلة الثلاثاء زفت اليه زوجته فاجتمع له فرحتان، فرح الامارة وفرح العرس، ولم يبلغ احد من ابناء جنسه ما بلغ مع حداثة سنة، وفي ذلك يقول القاضي ابو المعالي القاسم بن ابي الحديد 13:
فقت الخلائق أولا وأخيرا وملكت ما بلغت ذكاء مسيرا
حتى اقاصي الارض تنصب 14 طاعة لدهاء ملكك منبرا وسريرا
أصبحت في ثغر الزمان تبسما فرحا وفي قلب الوجود سرورا
لك عسكر مما ملكت وعسكر المنصور حقا لم يزل منصورا
في كل يوم لا تزال تعزه وتزيد في الامراء منه اميرا
لمجاهد الدين الأخص مزية كالبدر زاد على الكواكب نورا
اعطيته الملك العقيم 15 وزدته في الملك بحر كواكب مسجورا
بدر النضار على سوابق خيله لما عرضن وقد حملن بدورا
القى السحاب نثاره في عرسه لو كان القى لؤلؤا منثورا
دامت لك الايام مسرورا بهاو بقيت يا ملك الملوك وزيرا
Page 476