وفي هذه السنة توفي صدر الدين شيخ الشيوخ عبد الرحيم 115 بن شيخ الشيوخ اسماعيل بن شيخ الشيوخ ابي اسعد 116 احمد بن محمد ابن النيسابوري البغدادي، وكان قد سار من ديوان الخلافة رسولا الى صلاح الدين ومعه شهاب الدين بشير الخادم في معنى الصلح بين صلاح الدين وعز الدين صاحب الموصل فوصل الى دمشق وصلاح الدين يومئذ 117 على الكرك 118 فاقاما الى أن عاد فلم يستقر الصلح فمرضا وطلبا العود الى العراق، فأشار عليها صلاح الدين بالمقام الى ان يصطلحا فلم يفعلا وسارا في الحر فمات بشير بالسخنة 119 ومات صدر الدين بالرحبة 120
في شهر رجب من السنة المذكورة. وكان اوحد زمانه قد جمع رئاسة الدين والدنيا وكان ملجأ لكل خائف، صالحا كريما حليما وله مناقب كثيرة ولم يستعمل في مرضه دواء توكلا على الله تعالى.
Page 192