Casjad Masbuk
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
Genres
وفي هذه السنة توفي قطب الدين محمد 77 بن زنكي بن مودود ابن زنكي صاحب سنجار وكان كريما حسن السيرة في رعيته طيب المعاملة 127 ب/مع التجار كثير الاحسان اليهم، وكان اهل 78 بلده معه في ارغد عيش يعمهم باحسانه ولا يخافون [اذاه] 79، وكان عاجزا عن حفظ بلده مسلما الى نوابه الامور ولما توفي ملك بعده ابنه عماد الدين شاهنشاه واقام مالكا لسنجار عدة شهور. وسار الى تلعفر، وهي له فدخل عليه اخوه عمر بن محمد بن زنكي ومعه جماعة فقتلوه وتملك اخوه عمر بعده ولم يزل الى ان سلم سنجار الى الملك الاشرف على ما سنذكره 80 ان شاء الله تعالى، ولم (يزل) 81 يمتنع بملكه الذي قطع رحمه فيه واراق الدم الحرام لاجله، ولما سلم سنجار واخذ عوضا عنها الرقة، ثم اخذت منه عن قريب وتوفي بعد اخذها بقليل وهذه عاقبة 82 قطيعة الرحم، فان من قطع الرحم قطعه الله ومن وصلها 83 وصله الله.
وفي هذه السنة امر 84 الخليفة الناصر لدين الله على معد متولي بلاد واسط أن يسير الى قتال بني معروف فجمع جمعا كثيرا من هيت وتكريت والحديثة والانبار والحلة والكوفة وواسط وغيرها وسار اليهم وهم قوم من ربيعة 85 كثر فسادهم فقطعوا الطريق، وافسدوا في تلك النواحي، فشكى اهل تلك البلاد الى الديوان السعيد منهم. فكانت بيوتهم غربي الفرات، فلما سارت اليهم الجموع استعدوا للقتال وقاتلوا قتالا شديدا.
فكثر القتل فيهم والاسر والغرق ثم انهزموا ونهبت اموالهم وحملت رؤوسهم الى بغداد في شهر ذي الحجة من السنة المذكورة.
Page 367