============================================================
هذا في اليقظة وأما في المنام فإنه يرى حقيقة الشيء من غير لبسة الخيال، فيظهر مثل فلق الصبح(1) كما قالت ذلك عائشة(2) رضي الله عنها في حقه فأفهمه راشدا.
تنبيه: ليكن في ذهنك أيها الطالب الراغب أن الحلاوة سواء كانت كالمتقدم ذكرها أو الحلاوة المدخولة المعلومة إلا ما فيها من تنشيط العباد للمواظبة على العبادة، وهي التي يجدها في بعض العبادات من ليس هو من أهل المقام الذي قدمناه لا ينبغي للسالك إذا وجدها أن يقف معها ولا يفرح بها ولا يسكن إليها، وكذلك أيضا لا ينبغي له أن يقصد بعمله إلى نيلها لما فيها من اللذة والحظ فإن ذلك مما يقدح في إخلاص عبادته وصدق ارادته، وليكن اعتناؤه بحصوها لتكون ميزانا لأعماله ومحكتما لأحواله فقط.
قال الواسطي (2) تفع الله به: استحلاء الطاعات سموم قاتلة.
قال ابن عطاء الله(1) في (لطائف المنن)(5): وصدق الواسطي، وأقل ما في ذلك أنه إذا فتح لك باب الحلاوة في الطاعة تصير قائما فيها متطلعا (1) (1) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح صحيح البخاري (1: 23): (أي جاءت مجيئا مثل فلق الصيح. والمراد بفلق الصبح ضياؤه. وخص بالتشبيه لظهوره الواضح الذي لا شك فيه).
(2) في الحديث المشهور الذي رواه البخاري (3) في كتاب بده الوحي.
(3) الإمام أبو بكر محمد بن موسى الواسطي، من أصحاب الجنيد والثوري، أصله من فرغانه، ودخل خراسان واستوطن كورة مرو. ومات بها سنة 331ه وكان عالما بأصول الدين.
الشعراني: الطيقات الكبرى 9901 -100، الزركلي: الأعلام 7: 117.
(4) ابن عطاء الله السكندري، وقد تقدمت ترجمته.
(5) لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبي الحسن، ص4 30.
(6) في لطائف المنن: متطلبا .
Page 77