============================================================
بمشتهياتها، إذ عند ذلك تنخرم قواعد التقوى فتسري الظلمة إلى القلب، فلا يكون له نور يقدر به على دفع ظلمة النفس فتغلبه النفس.
والرابع: هو محبة الدنيا لجاهها وماها؛ لا من حيث إنه يوصل إلى الشهوات بل لطلب الرفعة بالغنى والمنزلة عند الناس، والفرق بين الكل يغرف مما ذكرناه.
وقد يفرق بين العلم واليقين بأن العلم: هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع، واليقين: وجدان برودة ذلك واستقراره.
وبين متابعة الهوى ومحبة الدنيا وأخلاق النفس: أن الأخلاق مبادئ الأفعال والمتابعة نفس الأفعال.
وبين متابعة الهوى ومحبة الدنيا: بأن محب الدنيا قد يتعب ويترك الماكل والمناكح لأجلها ويتلذذ بالجاه دون المآكل والمناكح فمن عصم عن هذه الأربعة صار قوي الدين كامل المغرفة بصفات النفس وأخلاقها، وألجم نفسه بلجام التقوى وكمل زهده في الدنيا مالها وجاهها، وفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان أولا، ثم ينتهي إلى معرفة خاطر النفس وخاطر الحق.
ومن ابتلي بهذه الأمور جميعا لا يعرف الخواطر ولا يطلبها، إذ ليس له اعتقاد الأمور الأخروية حتى يطلب معرفة النافع والضار الأخروي، والنافع والضار إنما يعتبر عند أهل الحق بالنسبة إلى الأمور الأخروية مع أته جاهل بحقيقة ما تطلبه النفس، فيعتقد نفع كل ما تطلبه وضرر كل ما تهرب عنه، ومع ذلك يلزمه الهوى ذلك وتعينه محبة الدنيا التي هي رأس الخطيئة.
Page 20