48

( ثم دنا فتدلى ) [النجم : 8]. ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) [النجم : 10].

وقيل : ما نقلبك من حالة إلا نوصلك إلى مقام أشرف منها وأعلي ، إلى أن تنتهي بك الأحوال إلى محل التداني والخطاب من غير واسطة ، بقوله : ( ثم دنا فتدلى )، ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ).

( ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير (107) أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل (108) ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير (109) وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير (110) وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين (111) بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (112))

( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن ) أي : من بذل مهجته لله إلا لما من الله ، وهو محسن بلا رؤية المعاملة ، ولا بجريان العارضة ، بل رؤية الحق بنعت فناء الحق ، فله مجالسة البقاء عند ربه ، بزوال خوف الفراق ، وحزن الحجاب.

وقيل : ( وهو محسن )، أي : خلصت وجوه أعماله من الرياء ، والشرك الخفي.

( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (113) ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم (114) ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسع عليم (115) وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون (116) بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (117))

Page 58