وقس على هذا، أسلوب الحياة الذي سرنا عليه في السنوات الأربع الأولى من أعمارنا يبقى سائر حياتنا، ولا نستطيع أن نغيره إلا بمشقة كبيرة جدا.
سيكلوجية الدرس
نحتاج في عصرنا إلى الدرس، والإنسان الذي يجهل القراءة ولا يقتني الكتب ولا يعرف نحو عشرين ألف كلمة؛ أي: معنى، هو إنسان بدائي يقف في نصف الطريق بيننا وبين القردة، بل لعله أقرب إليها منا.
نحن نتعلم في عصرنا لا لكي نحترف ونرتزق، كما هو الاعتقاد العام، بل لكي نقرأ الجريدة كل يوم، ونقرأ الكتب ونتصل بأصدقائنا بالرسائل، ونجادل بلغة الكتب التي تزودنا بآلاف الكلمات للتعبير، فنحن نتعلم لكي نعيش، لا لكي نرتزق، ولكي ننمو، وأخيرا لكي ننقل ما تعلمناه إلى الحياة بحيث ترتبط المعارف الجديدة بالنمو النفسي.
وهناك التعلم الآلي الذي نراه في الطفل القبطي يستظهر التراتيل القبطية في الكنيسة ولا يدري معناها، وفي الطفل الهندي المسلم يستظهر القرآن ولا يفهم كلماته، وهذا الدرس آلي، ويجب أن نحذر حتى لا تكون سائر معارفنا من هذا الطراز، والواقع أنه ليس قليل منها يعد في هذا الطراز.
فهناك معارف لا تتصل سيكلوجيا بحياة الشخص الذي يدرسها وليس لها مغزى في حياته، وهي لذلك عبء عليه، تحمله على كراهة الدرس أو إهماله، وإليك هذه الأمثلة: (1)
اللجاة أو السلحفاة البحرية تبيض على الساحل. (2)
السرطان الذي يتسلق نخيل الجوز يبيض في الماء. (3)
للقيطس خمس أصابع. (4)
لحشرة الخشب في جزيرة كريستماس 19 زوجا من الأرجل.
Unknown page