الذي يجهر بأنه يعد الألوهة مرادفة للروح الاجتماعي الممثل
the personified social spirit . وهناك طائفة من الفلاسفة المحدثين، أمثال: الأستاذ أمز
، والأستاذ أوفرستريت
ترى أن الله هو صورة ملايين البشر، وأنه كائن حي يمثل خير ما في البشرية. وعلى هذا القياس يمكننا بسهولة أن نوافق جوزيف ماكابي على قوله: «إن ثمة ما لا يقل عن عشرين إلها مختلفا للأديان الفلسفية، كما أن ثمة نظير هذا العدد للأديان الأخرى!»
وكما أنه لا يخطر في بال أحد الآن في البيئات الثقافية العالية أن يستدل على وجود الله من مجرد وجود النظام، أو العدل، أو الجمال في الوجود، فكذلك لا يحلم أحد بهذا الاستدلال من مجرد الإحساس الديني؛ لأن العقيدة الدينية مغروسة بحكم البيئة والوراثة، وتزيدها العواطف حرارة وحماسة. كذلك لا تحس البيئات العلمية بالحاجة إلى العقيدة الإلهية، وتؤمن بأنه لو أغلقت أماكن العبادة عشر سنين مثلا، واختفى رجال الدين هذه المدة لما أحس بذلك أحد، ولنشأ جيل جديد لا حاجة له بغير القوانين الحكيمة، والنظم الاجتماعية المفيدة، ولا هم له إلا نشر العدل والإخاء والسعادة بين الناس، ولما فكر أبدا في معنى الله، بل لاستغرب لهذه الفكرة عندما تعرض عليه ... والواقع أنه حتى في هذا الجيل تثبت إحصائيات الكنائس أن ثلثي من ينتسبون إلى المسيحية هم عمليا بعيدون عنها، ولا صلة لهم بأية كنيسة. ومع هذا لا يمكن مطلقا لأي باحث اجتماعي أن ينكر أن الإنسانية الحاضرة سامية في أخلاقها، وإن كانت غير متمسكة بأديانها الموروثة، وإنما ينصب تمسكها على الاستفادة من تجاريب الحياة التي تعتبرها مصدر إلهامها الوحيد الجدير بالاحترام.
يقول جوانز هوايت
A. Gowans Whyte
في كتابه «ديانة العقل الحر»
The Religion of the Open Mind : «إن الآداب جزء صميم من قصة النشوء، حينما الديانة على العكس منشؤها الخوف، وقد ولدت في بداية التنبه الذاتي حينما بدأ الإنسان يتحسس كالأعمى في تيه من الخرافة. وإن الخوف من الخافي المجهول هو شعلة جميع الأديان، فإذا ما طرح الإنسان هذا الخوف جانبا، فإن ذهنه حتما ينقى ...» ومثل هذا الرأي نلمحه عند الأستاذ هالدين
J. B. S. Haldane
Unknown page