ثم قال عن الأوامر المطلقة إنها تدرك بمعرفة القصد منها أو بالطاعة العمياء، وينبوعها في نفسي، بما أنها مساك كياني، وليس وجود الكائن الأبدي المطلق مسألة علم بل مسألة يقين، فإن العلم المحدود لا يمتد وراء الحدود.
ثم فسر معنى العقيدة الفلسفية التي تدلنا على أن العالم في طريق عارض بين الله والوجود، فقال إن إدراكنا للعالم يتوقف على طرفين: أحدهما العارف والآخر المعروف، وليس أدل من ذلك على أن العالم ليس كيانا قائما بذاته وليس هو بالكيان كله، وأن العلم بحقيقته ليس من المعارف التجريبية بل من المعارف التي نترقى إليها بتجاوزه واستجلاء ما فوقه أو ما يليه.
يريد أن العقل العارف نفسه لا يحتوي المعرفة كلها لأنه طرف طرفين، وكذلك العالم الذي تدركه العقول.
ثم وازن بين دعائم الإيمان ودعائم الإنكار، فلخص دعائم الإنكار فيما يلي:
أولا:
لا إله، إذ لا وجود لغير العالم وقوانين الطبيعة، والعالم هو الله.
وثانيا:
لا أوامر مطلقة، فإن الأوامر التي اتبعها تنشأ بحكم العادة والتجربة والتقليد.
وثالثا:
أن العالم هو كل شيء وهو الحقيقة الوحيدة والصادقة وكل شيء فيه متغير نعم، ولكن العالم نفسه دائم مطلق غير معلق على سواه.
Unknown page