79

أستشهد من المهاجرين والأنصار من أهل المدينة ثلاثمائة وستون رجلا ، ومن غير المدينة ثلاثمائة رجل (1) عدا غيرهم من عامة المسلمين.

وكان عمار بن ياسر رضي الله عنه قد أبلي بلاء حسنا في ذلك اليوم. قال عبد الله بن عمر : « رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة وقد أشرف يصيح : يا معشر المسلمين ، أمن الجنة تفرون؟؟ أنا عمار بن ياسر ، هلموا إلي وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت فهي تذبذب وهو يقاتل أشد القتال (2).

** تحرك بقايا فلول الشرك

وكان مركز هذه الحركة في البحرين ، فقد اجتمعت قبيلة ربيعة على الردة ، وارتأى آخرون أن يرد الملك إلى المنذر بن النعمان بن التميمي الملقب « بالغرور » وخرج الحطم بن ضبعة فاجتمع إليه من غير المرتدين ممن لم يزل مشركا حتى نزل القطيف وهجر ، وقد حوصر المسلمون في « جواثا » * من قبل المشركين والمرتدين حصارا شديدا حتى أضر بهم الجوع ، لكن الله تعالى أمدهم بالنصر وثبتهم بالصبر ، فغلبوا على عدوهم ، وقتل الحطم ، وهرب من نجا من أتباعه.

Page 80