للحكم ، فنراهم في هذا الحال ينسبون له جريمة هو أبعد الناس عنها طمعا منهم في إضعافه ولوي رقاب الناس عنه ، وتبريرا منهم لشن الحرب ضده أمام أعين الناس كي تخلو الساحة لهم ، وبذلك يستطيعون تنفيذ أطماعهم ومآربهم.
إن هذا اللون من السياسة الظالمة استعمل من الأمويين حيال علي (ع) إبان خلافته ، فانه بعد مقتل عثمان انصبت التهمة بقتله منهم على علي ، ومرجع ذلك في رأيي إلى أمرين :
** الأول :
وبذلك يخسرون كل شيء ، بالإضافة للخسارة الفعلية التي واجهوها في أمور دنياهم.
** الثاني :
، وكفى به إذلالا لهم.
والحق ، أن عليا كان أبعد ما يكون عن قدر محجمة من دم عثمان ، بل هو على العكس من ذلك ، فلقد جهد بكل ما أوتي من قوة في إبعاد المسلمين عن الفتنة ، وردء القتل عنه ، وهو القائل لابن عباس حين أتاه برسالة من عثمان وهو محصور يسأله فيها الخروج إلى ينبع :
يا بن عباس ، ما يريد عثمان إلا أن يجعلني جملا ناضحا بالغرب ، أقبل وأدبر! بعث إلي أن أخرج. ثم بعث إلي أن أقدم ، ثم هو الآن يبعث إلي أن أخرج والله لقد دفعت عنه حتى خشيت أن أكون آثما (1)!.
وهو في الوقت ذاته ليس جنديا من أجناد السلطة الأموية حتى يكون ملزما بالدفاع عن مصالحهم الشخصية التي تكرس لهم الحكم والسلطة لا أكثر ، بل إن المسلمين لا يرضون له ذلك مطلقا ، فموقع علي (ع) في نفوسهم منذ عهد الرسول له ميزات لا يمكن تخطيها بسهولة.
Page 160