Cam Inhiyar Hadara
١١٧٧ق.م.: عام انهيار الحضارة
Genres
11
وتتسم صور بانورامية أخرى بأنها أغنى بالتفاصيل الحية. تظهر واحدة من هذه الصور البانورامية الغرباء والمصريين وهم يخوضون معركة بحرية تعج بالهرج والمرج؛ فبعضهم طافون رأسا على عقب ومن الواضح أنهم ميتون، بينما لا يزال آخرون يقاتلون بضراوة من قواربهم.
منذ عشرينيات القرن العشرين، أخذ علماء المصريات من معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو يدرسون نقوش ومشاهد مدينة هابو وينسخونها بدقة وحرص. كان المعهد ولا يزال واحدا من المراكز البحثية البارزة في العالم في دراسة الحضارات القديمة في مصر والشرق الأدنى. وقد أسسه جيمس هنري بريستد لدى عودته من رحلة ملحمية عبر الشرق الأدنى في عامي 1919 و1920، بخمسين ألف دولار كمبلغ مبدئي ممنوح من جون دي روكفلر الابن. وقام علماء الآثار التابعون لهذا المعهد بالتنقيب في كل أنحاء الشرق الأدنى، من إيران إلى مصر وما وراءهما.
شكل 2: معركة بحرية مع شعوب البحر في مدينة هابو (نقلا عن كتاب «مدينة هابو»، المجلد الأول، اللوح الجداري رقم 37؛ بإذن من معهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة شيكاجو).
كتب الكثير عن بريستد ومشاريع المعهد التي بدأت تحت إشرافه، بما في ذلك عمليات التنقيب في مجدو (هرمجدون التوراتية) في إسرائيل، التي استمرت من عام 1925 حتى عام 1939.
12
وكان من أهم تلك المشاريع عمليات المسح الأثري للنقوش التي أجريت في مصر، والتي بذل علماء المصريات خلالها جهدا مضنيا في نسخ المشاهد والنصوص الهيروغليفية التي خلفها الفراعنة على معابدهم وقصورهم في كافة أنحاء مصر. إن نسخ النقوش الهيروغليفية المحفورة على الجدران الحجرية والآثار لهي مهمة شاقة للغاية؛ فهي عملية تتضمن ساعات طويلة من العمل، وعادة ما يجثم الناسخون على سلالم أو سقالات تحت الشمس الحارقة، وهم يحدقون في رموز بحالة متردية نقشت على بوابات، ومعابد، وأعمدة. حسبنا القول إن النتائج فائقة القيمة، لا سيما وأن نقوشا كثيرة قد تأثرت تأثرا بالغا جراء عوامل التعرية، أو ما يسببه السائحون من تلف، أو أسباب أخرى. ولو لم تكن تلك النقوش قد نسخت لكانت ستصبح في نهاية المطاف مبهمة بالنسبة للأجيال القادمة. وقد نشرت نتائج عمليات النسخ من مدينة هابو في سلسلة من المجلدات، ظهر أولها في عام 1930، مع ظهور المجلدات الأخرى التي كانت ذات صلة بها في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.
على الرغم من أن المناقشات العلمية مستمرة بهذا الشأن، فإن معظم الخبراء يتفقون على أن المعارك البرية والبحرية المرسومة على جدران مدينة هابو يحتمل أنها جرت في وقت واحد تقريبا في دلتا مصر أو بالقرب منها. وثمة احتمال أنها تمثل معركة واحدة طويلة حدثت في البر وكذلك في البحر، وكان بعض الباحثين قد اقترحوا أن المعارك البرية وكذلك البحرية تمثل كمائن لقوات شعوب البحر، أخذهم فيها المصريون على حين غرة.
13
وعلى أي حال، ليست النتيجة النهائية محل شك؛ ففي مدينة هابو يصرح الفرعون المصري بوضوح تام قائلا:
Unknown page