وأسر الطبيب إلى برنارد قائلا: «وسيقضي عليها ذلك في خلال شهر أو شهرين، إن مركز التنفس عندها سوف يشل يوما ما، وتكف عن التنفس، وتنتهي من الحياة، وهو شيء جميل، إننا لو استطعنا تجديد الشباب لاختلف الأمر، ولكنا لا نستطيع تجديد الشباب.»
ولشد ما كانت دهشة الناس أجمعين، عندما تقدم جون معترضا؛ (لأن لندا كانت خلال عطلة السوما في حالة شاذة جدا).
قال: «ألستم تقصرون حياتها بإعطائها هذا المقدار كله؟»
فوافقه الدكتور شو قائلا: «هذا صحيح من ناحية، ولكنا من ناحية أخرى نطيل حياتها.» فحملق الشاب لأنه لم يدرك ما أراد الطبيب، واستمر الطبيب يقول: «إن السوما قد تفقدك بضع سنوات من الزمن، ولكن هل فكرت في الآماد الطويلة، التي لا تحد والتي تعطيكها السوما خارج الزمن؟ إن كل عطلة سومية جزء مما كان يسميه أسلافنا الخلود.»
فبدأ جون يدرك ما يعني الطبيب وقال مدمدما: «إن الخلود كان على شفاهنا وفي أعيننا.» - «ماذا؟» - «لا شيء.»
واستمر الدكتور شو يقول: «وأنت بالطبع لا تستطيع أن تسمح للناس، أن تتسلل إلى الخلود إن كانت لديهم عمل جدي لا بد لهم من أدائه، ولكن لما لم يكن لديها عمل جدي ...»
وأصر جون قائلا: «وبرغم ذلك؛ فإني لا أعتقد في صواب ذلك.»
فهز الطبيب كتفيه وقال: «بالطبع إذا كنت تؤثر أن تراها تصيح كالمجنونة كل الوقت ...»
واضطر جون في النهاية إلى التسليم، وتناولت لندا نصيبها من السوما، ومن ذلك الحين بقيت في غرفتها الصغيرة في الطابق السابع والثلاثين من عمارة برنارد، ولزمت الفراش، والراديو والتلفزيون دائران بغير انقطاع، وعطر البتشولي يتصبب قطرات من الصنبور، وأقراص السوما في متناول يدها. هناك لبثت لندا، ومع ذلك فإنها لم تكن هناك البتة، بل كانت متغيبة كل الوقت، بعيدة جدا في عطلة تامة، في إجازة في عالم آخر، حيث موسيقى الراديو عبارة عن تيه من الألوان الرنانة، تيه زلق نابض، يؤدي (بطريق ملتو جميل لا مناص منه) إلى مركز مضيء من الثقة المطلقة، حيث الصور الراقصة في صندوق التلفزيون، صور لممثلين في دار الصور المحسة الغنائية الممتعة بدرجة تفوق الوصف، حيث عطر بتشولي المتقطر أكثر من عطر عادي - هو الشمس، أو هو ألوف من السكسوفونات، أو هو بوبي في عشقه، بل هو أكثر من ذلك بدرجة لا تقارن ولا تحد.
وختم الدكتور شو حديثه قائلا: «كلا، إننا لا نستطيع أن نجدد الشباب، ولكنني مسرور إذ أتيحت لي هذه الفرصة؛ لكي أرى مثلا من الشيخوخة في الإنسان، وإني أشكرك كثيرا لاستدعائي.» وصافح برنارد بحرارة شديدة.
Unknown page