Calam Sudud Wa Quyud
عالم السدود والقيود
Genres
سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم * قال هي راودتني .
فانتفض صاحبنا كأنما سمع الحكم بالسجن يتلى عليه! وحق له أن ينتفض لأن المصادفة في الحقيقة كانت من المدهشات التي قلما تتفق في هذه الاستخارات، إذ ليس في المصحف كله آية تناسب استخارة السجين الذي سيحكم عليه كما تناسبها هذه الآية، ولكن ما أعمق معين المغالطة في نفس الإنسان كلما احتاج إلى الرجاء والعزاء! فإن صاحبنا لم يقف عند السطر السابع بل زعم أن أصول الاستخارة تقضي بمتابعة المعنى إلى تمامه، وجعل يقرأ ويقرأ حتى وصل في ختام الصفحة التالية إلى الآية التي تقول:
فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم .
وكنت أقلب في كتاب «تاريخ العالم» فقال لي صاحبي: «ألا تستخير عندك؟»
قلت: «وهل تصلح الكتب الإفرنجية للاستخارة؟»
قال: «جرب!»
ولا أظن شيئا يبعث الأسى على تاريخ بني الإنسان المساكين كما تبعثه الاستخارة في كتاب تاريخ عام، فما أذكر أننا وقفنا على سطر إلا وكان فيه عراك أو نكبة أو معنى محزن إن كان فيه معنى على الإطلاق، وفي إحدى هذه الاستخارات ظهرت لنا آية قرآنية مترجمة علمت موضعها بقلم رصاص كان مع السيد علي شاهين، ولم أكن أنا أحمل قلما ولا رضيت أن يحمل إلي شيء من المهربات، فإذا السطر السابع منها هكذا:
Grieve at what had escaped you, nor at what befell you; and (Allah is aware of what you do).
وتمام هذه الآية من القرآن في سورة آل عمران:
إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون * ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم ... •••
Unknown page