الزراعة
تحتل الزراعة في النرويج 2,6٪ من مجموع مساحة الدولة، ويوضح ذلك أن الظروف الطبيعية في مجموعها غير ملائمة للزراعة إلا فيما ندر، وبرغم ذلك فقد كانت الزراعة - والصيد - ذات أهمية كبرى في النشاطات الاقتصادية في النرويج إلى فترة غير بعيدة، لكنها الآن لم تعد الحرفة الأساسية، فمنذ عام 1930 زاد عدد العاملين في الصناعة على مثيلهم في الزراعة، وفي الستينيات كان عدد المعتمدين في معاشهم على الزراعة يشكل 13٪ من مجموع سكان النرويج، ولكن قيمة الإنتاج الزراعي بالنسبة للاقتصاد القومي كانت أقل بكثير من هذه النسبة، فقيمة مساهمة الزراعة في الستينيات لم تتجاوز أربعة إلى خمسة في المائة من الدخل القومي النرويجي.
وتقدم الحكومة معونات للزراعة من أجل تحقيق هدفين؛ أولهما: الإبقاء على أجور العمال الزراعيين متناسبة مع أجور العمالة في الحرف الأخرى، وثانيهما: مساعدة الفلاحين على الإبقاء على مزارعهم وعدم هجرها إلى حرف أخرى أكثر ربحا، وذلك من أجل بقاء الدولة معتمدة على الناتج المحلي من الزراعة قدر الإمكان - وخاصة في حالة الحرب.
وبرغم ذلك فإن النرويج لم تصل أبدا إلى حالة الاعتماد الذاتي في الغذاء المنتج محليا، فنقص الحبوب ما زال قائما كما كان الأمر في الماضي، والكثير من الفواكه والخضروات التي تستهلك في السوق الحالية مستوردة من الخارج، وكذلك يستورد احتياج النرويج من السكر، وبرغم أن محصول البطاطس جيد ويستهلك كغذاء آدمي وعلف حيواني، إلا أن الكثير من الأغذية الحيوانية تستورد من الخارج0 وفيما عدا ذلك فإن النرويج تنتج ما يكفيها من الألبان واللحوم، بالإضافة إلى وفرة الأسماك التي تكون بروتينا غذائيا مفيدا.
ولا يوجد في النرويج انقطاع تام بين العمالة الزراعية والسماكة، فالكثير من السماكين يقومون بنشاط مزدوج يجمعون فيه بين الصيد والزراعة، وغالبيتهم لا تستقر كسماكة على الشواطئ إلا في المناطق الساحلية التي لا يمكن استغلالها زراعيا.
شكل رقم (27): التوزيع المساحي للمحاصيل الرئيسية في النرويج (بالإقليم والمركز). (يوضح هذا الشكل الاستخدام الزراعي للأرض في الأقاليم والمراكز الموضحة أماكنها في الخريطة المجاورة، وتعتبر المراكز 3، 6، 11، 12، أجود المراكز الزراعية لخصب التربة.
ويوضح شكل (27)
المناطق الزراعية حسب التقسيم الذي يتبعه الإحصاء الزراعي النرويجي، ويتضح من هذا الشكل الحقائق التالية:
أولا:
من حيث التوزيع الجغرافي للأراضي الزراعية: يحتكر الإقليم الشرقي وحده حوالي نصف المساحة الزراعية في النرويج قاطبة (حوالي 4800 كيلومتر مربع) يليه في ذلك المضمار الإقليم الغربي (نحو 2400كم
Unknown page