Cala Hamish Arsifa
على هامش الأرصفة
Genres
ذات يوم بارد
عاريا كالبرق مشهرا جسده في فوضوية جامحة أمام الله، عادي ومسالم كشجرة السيال، وهو ينتصب على سطح المبنى، الأمكنة حوله كسولة فترة تغط في شيخوخة بليدة ونهائية، تجول بنظره بين أزقة المدينة اللينة اللولبية، كانت مخدرة أو نائمة أو كما كانت.
الجو بارد وجاف.
تحوم في الأفق الحدأة في حلقات مع نسور «الأبو خريطة» و«الكلنق أبو صلعة»، وبعض «السنبر» والغربان، تمطر الأمكنة زرقها وهي توقوق.
تحت ... قرب قدمه العارية عقربة عجوز تحمل على ظهرها أحفادها صغارا صفرا متعبة أذيالهم ذوات الشوكات الصغيرة الحادة.
يعلو صوته متفجرا، ليبعثر مكر صمت الأمكنة وبرودتها، ويحرك عهر الزمن الساكن حوله ...
سأقولها.
أحيا المكان نهيق الميكروفون، وكما لو نفخ في الصور، نهضوا من مراقدهم، تثاءبوا، ثم انفجروا بالحياة، شحنوا أنفسهم في فراغ المكان، وهم ينسلون من حنايا الأزقة الباردة، قال: سأقولها.
انفجر عريه في أوجههم اليومية المستكينة.
صعقهم جسده فاضحا تفاصيل ما يخبئونه تحت جلابيبهم، مستفزا المسافة ما بين خباثة النساء وخجلهن، فأخذن يخفين أوجههن بأكفهن الناعمة الرقيقة المزينة بالختم والحناء، وما بين أصابعهن يتفحصن دفء عريه، ومن يستعذن بالله من الشيطان ومن الشيطان بابن آدم.
Unknown page