فانظر إلى ما عزوته مفصلًا، وإلى ما وقع له في هذه المواضع تتحقق أن غالب هذا الكتاب على هذا المنوال، وأنه لا يقدر الطالب أن ينقل منه شيئًا تقليدًا له واغترارًا به، وإنما هو بالمعنى، ولو صنفه الشخص من أصله، كان أسهل عليه من تتبعه وتحريره لمشقة تكرر التنبيه وعسر مراجعة الأصول المستمد منها، وليت أكثرها متيسّر، لا سيما بعدما كتب هذا، ولم يبق للإلحاق مجال -كما ترى- مع ضيق الوقت وعدم الفراغ، وكثرة الشواغل.
فهذا حديث واحد فيه ما ترى فضلًا عن الكتاب كله، وليتني لم أتعب فيه قديمًا ولا حديثًا، ولكن قدر ذلك للقيام بما أخذ عليّ من البيان والنصح، ووجب، ومن وقف على ما في "الأحكام" للمحب الطبري من الأوهام في العزو المتكرر إلى الصحيحين أو أحدهما وغيره، رأى غاية العجب.
٦٠ - قوله في حديث معاذ الطويل "ويقتدى بِفعَالهم" هو