لنستطيع ترجيح كونهم من القبيلة" (١).
ثانيًا: مولده ونشأته:
ولد زكي الدين عبد العظيم في غرة شعبان سنة ٥٨١ هـ، وقد ذكر ذلك في كتابه التكملة (٢).
وكان مولده بفسطاط مصر بكوم الجارح، الذي كان يتصل برحبة موقف الطحانين، حيث كانت دارهم هناك (٣).
نشأته: نشأ عبد العظيم في مصر بعد أن أنهى الأيوبيون فيها حكم دولة العبيديين المسماة "بالدولة الفاطمية" سنة ٥٦٧ هـ، وهو عهد ليس ببعيد عن حياة المؤلف.
واعتنى به والده منذ نعومة أظفاره، فأخذه بالتعليم والتثقيف حيث أسمعه بإفادته سنة ٥٩١ هـ.
قال المنذري: "وفي هذه السنة ابتدأت بسماع حديث رسول الله ﷺ بإفادة والدي" (٤).
وحمله والده ليسمع بإفادته من أحد شيوخ الحنابلة بمصر إذ ذاك هو أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج الأنصاري الأرتاحي الأصل، المصري المولد والدار، المتوفى بمصر سنة ٦٠١ هـ.
وقد ذكر الحافظ المنذري ذلك في ترجمة الشيخ المذكور فقال: "وهو أول شيخ سمعت منه الحديث بإفادة والدي ﵁ وأجاز لي في شهر رمضان المعظم سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، وسمعت منه قبل ذلك" (٥).
وكان والده يشجعه على الاشتغال بحديث رسول الله ﷺ ويحضه عليه كثيرًا، ويبذل وسعه في تحصيل ما يسمعه من الكتب (٦).
_________
(١) المنذري وكتابه التكملة ص: ٢٢ - ٢٣.
(٢) التكملة لوفيات النقلة ٣/ ٥٧١.
(٣) انظر: المنذري وكتابه التكملة ص: ٢٥.
(٤) التكملة لوفيات النقلة ١/ ٢٣٨.
(٥) التكملة لوفيات النقلة ٢/ ٧٣.
(٦) المصدر السابق ١/ ٢٦٣.
1 / 15