فتنكرت واخفيت نفسى ولم اخف على نفسى من حين خروجى من مصر مع ما جرى على من الاهوال كخوفى لما قربت من بلادى وقلت ان بلدى قد جلس فيها بعدى ملك استولى على الملك وطاعته الجند ونزع الملك منه صعب عسر فان انا ظهرت او علم بى احد حملت اليه فيقتلنى او يجسر بعض المتنصحين على فيأخذ رأسى فيتنصح اليه به، فداخلنى من الرعب ما ضقت به ذرعا فكنت اسعى فى الليل وامشى نحو بلدى واختفى فى النهار الى ان جئت فى البحر فركبت مركبا وانا متنكر الى بلد كذا ثم ركبت فى البحر الى بلد كذا فرمانى المركب فى الليل الى ساحل بلدى فاستخبرت من امرأة عجوز هل ملكهم هذا الذى جلس عادل فقالت والله يا ولدى ما لنا ملك الا الله تعالى وقصت على قصة الملك وانا اتعجب كأنى لا اعلم بذلك ولا كأنى اياه ثم قالت اتفق اهل المملكة ان لا يملكوا بعده عليهم احدا (a) حتى يعلموا
Page 58